في ظل عدم اهتمام حكومة حزب العدالة والتنمية بالأصوات الداخلية المطالبة بوضع حد لجرائم الاختفاء القسري بتركيا، يزداد الاهتمام يوماً بعد يوم بالأمر في وسائل الإعلام الألمانية.
في البداية تداول التلفزيون الرسمي الألماني "ARD" أخباراً عن حالات الاختطاف، واليوم نشر موقع "Zeit" تقريراً عن الاختفاء القسري في تركيا.
تقرير "Zeit" تناول واقعة اختفاء مقرر رئاسة الوزراء التركية السابق حسين غالب كوتشوك أوزيغيت المختفي منذ 29 ديسمبر الماضي.
وبحسب صحيفة "زمان" التركية تضمن التقرير حملة التوقيع التي أطلقتها منظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي من أجل كوتشوك أوزيغيت.
وجاء في التقرير تصريحات إحدى عضوات منظمة العفو وهي ميلانا بويوم التي أكدت أن الاختفاء القسري جريمة، وأكد التقرير أنه بعد محاولة الانقلاب المزعوم 15 يوليو خُطِفَ العديد من الأشخاص في تركيا، وذكّرت ميلانا بأن البلاد شهدت في الثمانينيات والتسعينيات، وخاصة في جنوب شرق البلاد الكردي، مئات من حالات الاختفاء القسري، وأن هذه الأحداث لم توقف، لافتة إلى أن ستة أشخاص اختفوا بهذه الطريقة في 2019.
وسلط التقرير الضوء على آراء نائب حزب الشعوب الديمقراطي عمر فاروق جيرجرلي أوغلو، ونائب حزب الشعب الجمهوري سيزجين تانريكولو بشأن كوتشوك أوزيغيت.
وتزايدت وقائع الاختفاء القسري في تركيا بعد الانقلاب المزعوم الذي وقع عام 2016 منذ إقرار "قانون الحصانة" لحماية الأشخاص أو المسؤولين الذين ارتكبوا أعمالاً غير قانونية خلال محاولة التصدي للانقلابيين، بحسب وجهة نظر السلطات التركية.
وكان البرلماني المعارض جولوستان كيليتش كوتش يغيت، طالب البرلمان بإجراء تحقيقات في "عمليات الخطف" والاختفاء القسري، التي تزايدت مؤخرا في البلاد، وذكر بواقعة المواطن "جوكهان جوناش" الذي تم اختطافه وتعذيبه من قبل أشخاص مجهولين أطلقوا على أنفسهم اسم "غير المرئيين".
وقال البرلماني المعارض: إن حقيقة عدم التحقيق في أنشطة الاختطاف والتجسس التي تشكل أكثر من جريمة، مثل التهديدات والإهانات والحرمان من الحرية وإساءة استخدام المنصب، التي تم تحديدها في قانون العقوبات التركي، تظهر بوضوح أنه يتم التسامح مع الجرائم.