رفح.. شوارع وأسواق مُقفرة و"خوف" من المجهول و"لا مكان آمن في غزة"

1.5 مليون فلسطيني يواجهون ظروفًا مُزرية داخل آلاف الخيام.. آخر ملاذ للنازحين
رفح.. شوارع وأسواق مُقفرة و"خوف" من المجهول و"لا مكان آمن في غزة"
تم النشر في

لا مكان آمن في غزة، وصف دقيق لأحوال النازحين الفلسطينيين في رفح جنوب القطاع، منذ اجتياح دبابات الاحتلال شرق المدينة.

وتُعَد رفح، آخر ملاذ للنازحين في القطاع المحاصر، فمنذ بداية العملية البرية التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، يُطلَب من المواطنين التوجه من شمال القطاع ووسطه إلى الجنوب، بادعاء أنها "مناطق آمنة".

واليوم -وفق الفرنسية- تتسع رفح على ضيق مساحتها المقدرة بنحو 65 كيلومترًا مربعًا، لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني، يواجهون ظروفًا مُزرية داخل آلاف الخيام المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، في وقت تتحرك فيه آليات الاحتلال جنوبًا آتية من الشمال الساحلي.

نزح الآلاف إلى رفح مرات عدة على مدى عدوان الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي، وهم يعودون حاليًا إلى الشمال بعدما طلبت قوات الاحتلال منهم إخلاء الجزء الشرقي من المدينة.

وأفاد النازح الغزاوي مروان المصري (35 عامًا) الذي نزح من شمال غزة، بأن "الحياة انعدمت بالكامل في رفح وسط البلد؛ الشوارع فارغة من الناس وشلل بالأسواق".

وأضاف: "نشعر بالخوف من أي تقدم في الاجتياح كما حدث في المناطق الشرقية التي هي الآن خالية من المواطنين تمامًا".

ابتهال العروقي (39 عامًا) التي نزحت من مخيم البريج في وسط غزة إلى رفح وخضعت لعملية ولادة قيصرية قبل أسبوعين فقط، وجدت نفسها مشردة مرة أخرى، وقالت: "خرجنا من تحت ركام منزلنا في البريج والآن من شدة القصف في رفح نحن في الشارع أنا وأطفالي، لا نعلم أين نذهب، لا يوجد مكان آمن".

وبينما بقي غرب رفح أهدأ نسبيًّا من شرق المدينة الذي يشهد قصفًا مكثفًا؛ إلا أنه تعرض للقصف أيضًا.

وأفاد محمد أبو مغيصيب، وهو منسق طبي لمنظمة "أطباء بلا حدود" في رفح، بأن "الوضع في رفح في حالة فوضى".

وتحدث أبو مغيصيب الذي نزح هو أيضًا من مدينة غزة عن "أشخاص يحملون أمتعتهم وفرشًا وبطانيات وأدوات مطبخية على متن شاحنات" للنزوح من شرق رفح.

وأضاف أن مستشفى النجار كان "مغلقًا وأُجلِيَ الفريق الطبي لتجنب ما حصل في الشفاء أو الناصر"؛ في إشارة إلى مجمعين طبيين في غزة اقتحمتهما قوات الاحتلال خلال العدوان.

وبين القصف الإسرائيلي من الشرق والحدود المصرية جنوبًا والبحر الأبيض المتوسط غربًا؛ نزح الكثير من المواطنين من رفح نحو الشمال.

وتَوَجه هؤلاء نحو مدينة خان يونس القريبة ودير البلح في وسط غزة؛ حيث ملأت آلاف الخيام المنطقة الساحلية.

وكان أحمد فاضل (22 عامًا) من بين كُثُر عادوا إلى شمال غزة من حيث نزح في وقت سابق خلال العدوان.

نزح "فاضل" المتحدر من مدينة غزة بداية من مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، قبل أن يُطلب منه المغادرة عندما اجتاحت قوات الاحتلال مخيم البريج القريب.

ويقول: "غادرنا وانتقلنا إلى رفح؛ لكنهم قصفوا وهددوا المدينة؛ لذلك جئنا إلى دير البلح المكتظة بالفعل".

وأظهر مقطع مصور نقلته الوكالة الفرنسية أمس الأربعاء، آلاف الخيام ومراكز الإيواء مقامة على طول المنطقة الساحلية في دير البلح.

وقال التاجر عبدالمجيد الكرد: "دير البلح مدينة صغيرة.. إنها بلدة صغيرة للغاية باتت الآن مكتظة كثيرًا، لا مكان ولا منشآت تكفي لإيواء هذا العدد".

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد احتلت صباح الثلاثاء، الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي، وأوقفت تدفق المساعدات إلى القطاع.

وبسيطرتها على معبر رفح، تكون قوات الاحتلال قد أغلقت المنفذ البري الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات ويخرج منه جرحى ومرضى لتلقي العلاج خارج القطاع؛ مما ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية؛ لا سيما أن مخزونات الغذاء والوقود في غزة على وشك النفاذ.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه برًّا وبحرًا وجوًّا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، الذي أسفر عن استشهاد 34904 مواطنين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 78514 آخرين؛ فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org