بعد الضربة الأمريكية المفاجئة التي استهدفت مقراً للحشد الشعبي شرق بغداد، الخميس، موديةً بحياة قياديين في حركة النجباء، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن الشرطة العراقية في بابل عثرت يوم 3 يناير على صاروخ كروز من تصميم إيراني فشل في الإطلاق.
وقالت في تغريدة على حسابها الرسمي في منصة "إكس"، الجمعة: إن "استخدام الذخائر الموردة من إيران من قبل الجماعات الإرهابية داخل العراق وسوريا يعرض قوات التحالف والسكان المحليين للخطر".
كما أضافت أن "التحالف يقدّر الجهود التي تبذلها قوات الأمن الشرعية في العراق لمنع وقوع هجمات في المستقبل"، وفق ما نقلت "العربية.نت".
يأتي ذلك بعد أن جددت الحكومة العراقية بوقت سابق الجمعة تمسكها بانسحاب قوات التحالف الدولي من البلاد.
فقد قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال حضوره الحفل التأبيني المقام في الذكرى الرابعة لمقتل أبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي: إن مبررات وجود قوات التحالف على الأراضي العراقية انتهت.
كما أضاف أن "الحكومة ستحدد موعداً لبدء الحوار من خلال اللجنة الثنائية التي شكلت لتحديد ترتيبات إنتهاء هذا الوجود"، وفق ما نقل حساب رئاسة الوزراء على منصة "إكس"، الجمعة. وشدد على أن التمسك بانسحاب قوات التحالف لا تراجع عنه.
إلى ذلك، انتقد اعتداءات التحالف التي تكررت أكثر من مرة ضد مقار للحشد، مؤكداً أن الحشد يمثل وجوداً رسمياً تابعاً للدولة وخاضعاً لها وجزءاً لا يتجزأ من القوات المسلحة.
وكانت القوات العراقية المسلحة والحكومة انتقدتا، الخميس، الضربة التي استهدفت مقراً للحشد، وحمّلتا المسؤولية للتحالف الدولي.
جاء ذلك، بعدما أعلنت حركة النجباء مقتل معاون قائد عمليات حزام بغداد في الحشد وآمر اللواء 12 في الحركة، مشتاق طالب السعيدي الملقب بـ"أبو تقوى"، بالإضافة إلى مرافقة مسؤول الدعم اللوجستي في الحركة علي نايف الملقب بـ"علي أبو سجاد"، محملة الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية.
فيما قالت هيئة الحشد إن استهداف مقر تابع لها في بغداد بطائرة مسيرة يمثل "تصعيداً متعمداً وخطيراً" ينتهك السيادة، وحملت التحالف الذي تقوده أمريكا المسؤولية أيضاً.
في المقابل أقر البنتاغون بتنفيذ الضربة، قائلاً إنه استهدف قيادياً مسؤولاً عن الهجمات التي تعرضت لها قواته في سوريا والعراق.
ومنذ تفجّر الحرب بين "إسرائيل" وحركة "حماس" في قطاع غزة، تعرض الجيش الأمريكي بالفعل لأكثر من 100 هجوم من فصائل مسلحة في العراق وسوريا عبر مزيج من الصواريخ والطائرات المسيرة الملغمة، ما دفع أمريكا إلى الرد عبر ضرب عدد من الفصائل الموالية لإيران في البلدين.
يُذكر أن الولايات المتحدة تنشر 900 جندي في سوريا، و2500 جندي على الأراضي العراقية ضمن قوات التحالف التي تقدم المشورة والمساعدة للقوات المحلية من أجل منع عودة تنظيم "داعش" الذي سيطر عام 2014 على مساحات كبيرة من الأراضي في البلدين قبل هزيمته.