تقام مراسم تنصيب خافيير ميلي رئيساً للأرجنتين، اليوم (الأحد)، بمشاركة مجموعة من قادة العالم في مراسم التنصيب في بوينوس أيرس، فيما تستعد البلاد لخفض الإنفاق بشكل كبير وتطبيق إصلاحات اقتصادية تهدف للسيطرة على التضخم، فهل ينجح الرئيس الجديد في الوفاء بوعوده؟
وتعهّد "ميلي" الخبير الاقتصادي الليبرالي البالغ 53 عاماً، بأنه لن يقبل بإجراءات جزئية بينما يرث اقتصاداً واجه عقوداً من الإفراط في الإنفاق والديون والالتفاف على ضبط العملات في ثالث أكبر قوة اقتصادية في أمريكا اللاتينية.
وبعد أدائه القسم، سيلقي "ميلي" خطابه الأول كرئيس من على سلم البرلمان، وسيعلن بعد ذلك تنصيب أعضاء حكومة تضم تسعة وزراء فقط، علماً بأن الحكومة الحالية مكوّنة من 18 وزيراً، وفقاً لـ"فرانس برس".
ودخل "ميلي" الذي كان يظهر مراراً في البرامج التلفزيونية، الساحة السياسية قبل عامين فحسب بعدما لفت الأنظار بانتقاداته المتكررة للمؤسسة الحاكمة التي يتّهمها بـ"اللصوصية"، ورفع مراراً منشاراً آلياً خلال التجمعات السياسية متعهّداً بخفض الإنفاق العام وعدد الوزراء، وتعهّد أيضاً بنسف المصرف المركزي واستبدال البيزو، الذي يواجه صعوبات شديدة بالدولار الأمريكي والتخلي عن وزارات رئيسية.
وفي ظل عدم امتلاكه الأغلبية في الكونغرس، بدأت صعوبات الواقع السياسي تتكشّف أمامه، فخفف "ميلي" من حدة مواقفه وتحالف مع سياسيين سبق وأهانهم وأدخل بعضهم في حكومته، كما تبدد الحديث عن إغلاق المصرف المركزي واستبدال العملة المحلية بالدولار وخفض الإنفاق على الرعاية الاجتماعية.
وبلغ معدّل التضخم نحو 140 في المائة من عام لآخر، فيما يعاني نحو 40 في المائة من السكان من الفقر، وفي ظل شحّ احتياطات البنك المركزي، وغياب أي خط ائتمان، يجد "ميلي" نفسه أمام "خزائن فارغة"، فيما توقع صندوق النقد الدولي انكماش إجمالي الناتج المحلي الأرجنتيني بنسبة 2,5 في المائة عام 2023.
وتتمثل أولويات "ميلي" في الحد من العجز في الموازنة (2,4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي أواخر 2022) بحلول نهاية العام المقبل، في حين يشعر العديد من الأرجنتينيين من القلق مما هو قادم، وبالنسبة لتوقعاتهم لنجاح رئيسهم الجديد، فقد قالت المواطنة مارتينا سوتو (66 عاماً) قبل انطلاق مراسم التنصيب: "أعتقد بأن التضخم سيتواصل، ربما بشكل أسوأ من قبل. لا أرى أي أمر جيد في المستقبل".