بعد عدة ساعات اكتنفها الغموض حول شخصية قائد الانقلاب، الذي نفذه مجموعة من العسكريين في الغابون صباح أمس ضد نظام الرئيس علي بونغو؛ أعلن ضابط في المساء بحضور عشرات من كبار الضباط والجنرالات الذين يمثّلون جميع فيالق الجيش الغابوني "تعيين الجنرال بريس أوليغي نغيما بالإجماع رئيساً للجنة انتقال واستعادة المؤسسات ورئيساً للمرحلة الانتقالية في الغابون"، فمن هو "نغيما" الذي رفعه عشرات الجنود بأيديهم عالياً في شوارع العاصمة ليبرفيل احتفالاً بنجاح الانقلاب؟ وماذا كانت علاقته بالرئيس المعزول؟
ولد "نغيما" في محافظة أوغوي العليا الواقعة أقصى جنوب شرق الغابون، وارتبط منذ مولده بعائلة الرئيس السابق عمر بونغو، وقد درس "نغيما" في الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس في المغرب، وشغل منصب مساعد للرئيس عمر بونغو حتى وفاته عام 2009، وعمل ملحقًا عسكريًا في سفارتي الغابون في المغرب والسنغال.
وشغل "نغيما" مناصب أمنية وعسكرية رفيعة وحساسة، ففي أكتوبر 2018، استدعي إلى الغابون، وعُين رئيساً لجهاز استخبارات الحرس الجمهوري، خلفاً للعقيد فريديريك بونغو، وفقاً لـ"ويكيبيديا"، وبعد أقل من عامين، وفي أبريل 2020 عُين رئيساً للحرس الجمهوري، وخلال فترة رئاسته طوّر وحدة التدخلات الخاصة في الحرس الجمهوري، وضاعف عددها من 30 عنصراً إلى أكثر من 300 عنصر، والوحدة كانت بمثابة قوة خاصة موضوعة تحت السلطة المباشرة للرئيس علي بونغو.
ويبدو أن "نغيما" كان مولعاً بكتابة الأغاني، لكن المثير للغرابة أنه ألّف أغنية خلال رئاسته للحرس الجمهوري تضمنت عبارة "سأدافع عن رئيسي بالشرف والوفاء"، وأثبتت الأيام عدم صدقه، فبدلاً من أن يدافع عن رئيسه قاد انقلاباً للإطاحة به.