ستتهم إدارة الرئيس جو بايدن، اليوم (الأربعاء) روسيا ببذل جهود مستمرة للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 من خلال استخدام وسائل الإعلام، التي يديرها الكرملين ومنصات إلكترونية أخرى لاستهداف الناخبين الأمريكيين بالمعلومات المضللة، وفقاً لما ذكرته ستة مصادر مطلعة على الأمر لشبكة "سي إن إن".
ويتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة سلسلة من إجراءات عاجلة اليوم، تهدف إلى التصدي لجهود الكرملين، بما في ذلك إدانة البيت الأبيض علناً لهذه الأفعال، وإعلان وزارة العدل عن إجراءات قانونية تستهدف الحملة الروسية السرية، بحسب المصادر.
وتعد شبكة "آر تي"، وهي شبكة إعلامية حكومية روسية، محور التركيز الرئيسي للإعلان الأمريكي، وفقاً للمصادر، ويرى المسؤولون الأمريكيون أن القناة الروسية جزء أساسي من جهود الدعاية التابعة للكرملين.
وذكر أربعة من المصادر أن عملية التضليل الروسية يتم تمريرها من خلال أصوات أمريكية، وغير أمريكية على حد سواء.
وستكون هذه الإجراءات أهم رد علني لإدارة "بايدن" حتى الآن على عمليات التأثير الروسية، التي تستهدف الناخبين الأمريكيين، وبعد اتهام الولايات المتحدة لإيران بمحاولة اختراق حملتي "ترامب" و"بايدن-هاريس" الشهر الماضي، فإن الإجراءات المتوقعة اليوم تذكير بأن المسؤولين الأمريكيين ما زالوا يرون روسيا كتهديد أجنبي بارز للتأثير على انتخابات نوفمبر، وفقاً للمصادر.
وفي ظهر اليوم، سيستضيف وزير العدل ميريك غارلاند اجتماعاً لفرقة عمل التهديدات الانتخابية التابعة لوزارة العدل، والذي سيحضره كبار قادة إنفاذ القانون، بمن فيهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي.
ومن المتوقع أن تسمي الولايات المتحدة شركة روسية أخرى هي وكالة التصميم الاجتماعي، والتي فرضت عليها وزارة الخزانة بالفعل عقوبات لتشغيلها المزعوم لمواقع إخبارية مزيفة في أوروبا نيابة عن الحكومة الروسية، وفقاً لثلاثة من المصادر.
وتدير "آر تي"، المعروفة سابقاً باسم "روسيا اليوم"، منصات تلفزيونية وإلكترونية حول العالم تروج لأجندة الكرملين، وقد أجبرت وزارة العدل "آر تي" أمريكا، على التسجيل كوكيل أجنبي في عام 2017، بعد أن خلص مسؤولو الاستخبارات الأمريكية إلى أن وسيلة الإعلام ساهمت في الجهود الروسية للتدخل في انتخابات عام 2016.
وستكون الإعلانات المتوقعة اليوم، ثاني جهد كبير لإدارة "بايدن" للحد من تأثير "آر تي" في غضون شهرين، ففي يوليو، اتهمت وزارة العدل موظفاً في "آر تي" بالتورط في مخطط استخدم شبكة من حوالي 1000 حساب على وسائل التواصل الاجتماعي للتظاهر بأنهم مقيمون في الولايات المتحدة، لنشر معلومات مضللة حول الحرب في أوكرانيا ومواضيع أخرى. ويتهم المسؤولون الأمريكيون الكرملين بتمويل المخطط؛ ونفى متحدث باسم الكرملين هذا الادعاء.
وعندما طُلب منه التعليق، لم يرد متحدث باسم "آر تي" على جوهر الادعاءات، وبدلاً من ذلك أرسل تعليقات ساخرة منها "اتصل عام 2016 ويريد استعادة كليشيهاته".
وأي محاولات أجنبية أو محلية لبث الفرقة خلال الانتخابات الأمريكية وتشكيل آراء الناخبين لا تغير حقيقة أن عملية التصويت من الصعب جداً التلاعب بها وهي محمية بطبقات من الدفاعات، ولا يوجد دليل على جهود ناجحة - أجنبية أو محلية - لتغيير نتيجة انتخابات أمريكية عن طريق تغيير عدد الأصوات.