
في خطوة لافتة أثارت، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم (الإثنين) إلى منع إسرائيل من المشاركة في المسابقات الرياضية الدولية، متهماً إياها باستخدام هذه المنصات لـ"تبييض" عدوانها على غزة، جاءت تصريحاته عقب احتجاجات حاشدة أدت إلى إلغاء سباق فويلتا إسبانيا للدراجات في مدريد، بعد مشاركة فريق من إسرائيل، وتسلط هذه الدعوة الضوء على توتر العلاقات الإسبانية-الإسرائيلية.
وتسببت مظاهرات مؤيدة لفلسطين، شارك فيها نحو 100,000 شخص، في إلغاء المرحلة النهائية من سباق فويلتا إسبانيا، وسط اشتباكات مع الشرطة أسفرت عن إصابة 22 شرطياً واعتقال شخصين، وأعرب سانشيز، عن إعجابه العميق بالمتظاهرين السلميين، وأشاد بتحرك المجتمع الإسباني ضد الظلم، معتبراً أن أحداث مدريد يجب أن تدفع العالم لإعادة تقييم مشاركة إسرائيل في الأحداث الرياضية، لكنه أكد رفض حكومته لأي أعمال عنف، محاولاً التوفيق بين دعم الاحتجاجات والحفاظ على النظام العام، وفقاً لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
ولم تأت تصريحات سانشيز من فراغ؛ فقد سبق أن انتقد المعايير المزدوجة للمجتمع الدولي تجاه غزة مقارنة بأوكرانيا، وطالب باستبعاد إسرائيل من يوروفيجن، وهذا الموقف، الذي عززه وزير الثقافة الإسباني، يعكس نهجاً إسبانياً تجاه إسرائيل.
وواجهت دعوة سانشيز انتقادات حادة داخلياً وخارجياً، فزعيم حزب الشعب المحافظ ألبرتو نونيز فيخو، اتهم سانشيز بـ"التحريض" على الفوضى، معتبراً أن إلغاء السباق "إحراج دولي" لإسبانيا. بدورها، رئيسة منطقة مدريد، إيزابيل دياز أيوسو، حملت سانشيز مسؤولية الحوادث، واصفة إياه بـ"المتسبب المباشر" في الضرر الذي لحق بسمعة البلاد، ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعار، تصريحات سانشيز بـ"التحريض"، متهماً إياه بتدمير الحدث الرياضي، بينما ردت إسرائيل بحظر دخول اثنين من وزراء سانشيز إلى أراضيها.
ودعوة سانشيز لحظر إسرائيل رياضياً تثير جدلاً أعمق حول أخلاقيات مشاركة الدول في المنافسات الدولية أثناء النزاعات، فبينما يرى سانشيز أن إسرائيل تستغل الرياضة لتحسين صورتها، يدافع آخرون عن حق الفرق الخاصة، مثل إسرائيل-بريمير تك، في المشاركة بعيداً عن السياسة.
فهل ستتحول الدعوة إلى ضغط دولي على إسرائيل، أم ستبقى خطوة رمزية تعكس التوترات السياسية؟