منذ ثورة إيران الإرهابية وحتى اليوم، تمارس هذه الدولة سلوكًا عدوانيًّا إرهابيًّا تجاه العالم والمنطقة العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص؛ فأيدي النظام الإيراني ملطّخة بالدماء، وهو أمر لم يَعُد سرًّا حتى على الشعب الإيراني نفسه الذي يعيش حالة من الاحتقان الشعبي ضد نظامه الذي يمارس الإرهاب عليه أيضًا، في سبيل تنفيذ مخططاته الإرهابية العدوانية التي تخالف الأعراف والقوانين الدولية، وقد أقرت الولايات المتحدة الأمريكية بالأدلة، خطورة دور إيران في زعزعة الأمن الإقليمي والدولي، عندما "اعتبرتها أكبر دولة ترعى الإرهاب في العالم، وأنها تنخرط في دعم أنشطة العنف المزعزعة لاستقرار الشرق الأوسط".
410 صواريخ وطائرات مسيرة
والمتابع للشأن الإيراني يدرك أنه منذ قيام ثورة "الخميني" دأب هذا النظام على اقتحام السفارات ومنها السفارة السعودية وكذلك اغتيال الدبلوماسيين والتخطيط لذلك، واستهداف المنشآت في السعودية؛ حيث نستذكر تفجير أبراج الخبر عام 1996م، وزرع الخلايا الإرهابية سواء في السعودية أو في مملكة البحرين ودولة الكويت ودول أخرى، إلى جانب تزويد المليشيات الحوثية بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تستخدم ضد المدنيين في المملكة؛ حيث استهدفت إيران السعودية بـ٢٦٠ صاروخًا باليستيًّا و١٥٠ طائرة مسيرة، واستهدفت المنشآت النفطية في السعودية، ومنها العمل الإجرامي الذي استهدف منشآت أرامكو، إلى جانب الصواريخ التي استهدفت بها المليشيات الحوثية -بدعم من إيران- مطار أبها الدولي الذي يمر من خلاله يوميًّا آلاف المسافرين المدنيين من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة.
اعتداء على البعثات الدبلوماسية
وسجل التاريخ اعتداءات متكررة من قِبَل النظام الإيراني الإرهابي ضد البعثات الدبلوماسية، ومنها ما حدث في عام 2011، حين أعلن مسؤولون في الولايات المتحدة أن ثمة مؤامرة إيرانية، ومخططًا لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك عادل الجبير، وكانت الخطة تقضي أن يفجر المطعم الذي يرتاده السفير، ومن ثم الاتجاه إلى السفارة السعودية ونسفها، واعترف المتورطون بهذه العملية التي أطلق عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي "عملية التحالف الأحمر"، كما تم الكشف عن مخططين لاغتيال السفير السعودي لدى لبنان في تلك الفترة علي عواض عسيري، والسفير السعودي لدى العراق في تلك الفترة ثامر السبهان.. وفي عام 1987؛ حيث الهجوم على السفارة السعودية في طهران، واحتجاز 275 دبلوماسيًّا.. وفي فبراير عام 1990 تم الضلوع في قتل الدبلوماسيين السعوديين في تايلاند، وفي فبراير عام 2011 قُتِل الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في باكستان.
إساءة للأمة الإسلامية
ولم يكتفِ النظام الإيراني ومليشياته باستهداف السفارات أو المنشآت النفطية فحسب؛ بل الإساءة إلى مشاعر الأمة الإسلامية بالإساءة لمشاعرها الدينية وأراضيها المقدسة ومحاولة تحويلها إلى أراضٍ للصدام، ويشهد العالم ما فعله النظام الإيراني في الأراضي المقدسة في مكة المكرمة من أعمال تخريبية؛ وذلك في أعوم 1986، و1987 و1989م؛ مما يؤكد دموية النظام واستهانته بشعائر الإسلام وحرمة مقدساته، واستغلال موسم الحج لأهداف سياسية.
ففي عام 1986م تورّط الحرس الثوري الإيراني في وضع متفجرات في حقائب 100 حاج إيراني، قبل أن يتم كشفها من قِبَل أجهزة الأمن السعودية، وفي اليوم السادس من ذي الحجة من العام 1407هـ ـ 1987م، وفي الوقت الذي كان حجاج بيت الله الحرام يستعدون لأداء فريضة الحج، تجمّع مجموعة من الحجاج حول الحرم المكي؛ حيث انضموا لمسيرة تَعَطّل بسببها خروج المصلين وتوقفت الحركة المرورية؛ حيث قاموا باشتباكات عنيفة مع الحجاج الآخرين والمواطنين، وسقط بسببهم أكثر من 400 حالة وفاة وإصابة 649 شخصًا؛ فضلًا عن إحراقهم لعدد كبير من السيارات.. وفي موسم حج عام 1989م وقع انفجاران بجوار الحرم المكي نتج عنه وفاة شخص وإصابة 16 آخرين، وألقت الجهات الأمنية القبض على 20 حاجًّا كويتيًّا اتضح من التحقيقات معهم تَسَلّمهم المواد المتفجرة عن طريق دبلوماسيين إيرانيين في سفارة طهران في الكويت.