تواجه الجهود العالمية للتصدي لتغير المناخ تحديات كبيرة، حيث كشفت الصفقة المثيرة للجدل في مؤتمر الأطراف "كوب 29" في باكو عاصمة أزربيجان عن تصدع في التعاون المناخي العالمي. ففي خضم التوترات الجيوسياسية والتحديات السياسية، تمكنت الدول من التوصل إلى اتفاق مالي بقيمة 300 مليار دولار، ولكن هل يكفي هذا لإنقاذ العالم من أزمة مناخية وشيكة؟
وألقت القضايا الجيوسياسية بظلالها على محادثات المناخ في باكو، حيث أثارت عودة دونالد ترامب، المشكك في تغير المناخ، مخاوف بشأن مستقبل التعاون المناخي العالمي. فمع انسحاب الولايات المتحدة المحتمل، تواجه الدول النامية تحديات في الحصول على التمويل اللازم للتصدي لتأثيرات الاحترار العالمي المتزايدة، وفقاً لـ"رويترز".
وعلى الرغم من مساهمة وفد الولايات المتحدة في صفقة التمويل المناخي، إلا أن البلاد لم تتمكن من تولي دور قيادي بارز كما في الماضي. فمع عدم اليقين بشأن السياسات المستقبلية، يبقى السؤال: هل ستفي الولايات المتحدة بتعهداتها أم ستنسحب من الساحة العالمية مرة أخرى؟
وحولت الحرب في أوكرانيا والصراعات في الشرق الأوسط الانتباه عن قضايا المناخ، مما أدى إلى تشديد الحكومات لأحزمة نقودها. فهل يمكن للدول أن تتحد وتتجاوز هذه العقبات من أجل مستقبل مستدام؟
وفي قمة باكو، شهدنا انقسامات واضحة بين الدول. فقد شعرت أقل البلدان نموًا والدول الجزرية الصغيرة بالإحباط بسبب عدم رغبة الدول الغنية في تقديم المزيد من التمويل. وبدت القمة مقل فرصة ضائعة لم تقدم حلولًا شاملة للأزمة؟
ومع ارتفاع الانبعاثات العالمية، تتصاعد التوترات والدعوات للإصلاح. فهل يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاوز هذه التحديات ويحقق تقدمًا حقيقيًا في مكافحة تغير المناخ؟ إن تعددية الأطراف تواجه تهديدات، ولكن هل يمكن للتعاون الدولي أن يثبت جدارته في مواجهة هذه التحديات؟
وتستعد البرازيل لاستضافة مؤتمر "كوب 30" في العام المقبل، ولكنها تواجه مهمة صعبة في استعادة الثقة بين الدول الفقيرة. ويعول على البرازيل أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التعاون المناخي العالمي.
وكشفت الصفقة المثيرة للجدل في مؤتمر الأطراف "كوب 29" عن تصدع في التعاون المناخي العالمي، ولكنها أيضًا أظهرت إصرار الدول على إيجاد حلول. فمع استمرار التحديات الجيوسياسية والسياسية، يبقى السؤال: هل يمكن للمجتمع الدولي أن يتوحد ويحقق تقدمًا حقيقيًا في مكافحة تغير المناخ؟ إن المستقبل المناخي العالمي على المحك، ويجب على الدول أن تتحد وتعمل معًا من أجل إنقاذ كوكبنا.