أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، اليوم الجمعة، أن السودان لم ينسحب من اتفاق مع روسيا لإقامة منشأة بحرية روسية هناك، حسب ما نقلته عنه وكالة "إنترفاكس" للأنباء.
وتفصيلًا، قال "بوغدانوف": "أعتقد أنه يمكن دائماً التوصل لحل وسط. لم ينسحبوا من الاتفاق ولم يسحبوا توقيعهم. لديهم بعض الأسئلة التي استجدّت".
ومن جهته قال مصدر عسكري سوداني: إن "الحكومة والجيش لم يقرّا أي اتفاق عسكري مع روسيا"، مضيفاً: "أوضحنا لموسكو أن التفاهم بشأن مركز الدعم البحري غير ملزم"، حسب العربية.
وأوضح المصدر أن "التفاهم مع موسكو بشأن مركز الدعم البحري كان مع النظام المباد"، معتبراً أن "أي اتفاقات عسكرية لا بد من إجازتها من الحكومة والمجلس التشريعي"، وختم قائلاً: "تواصلنا مع موسكو مستمر ولن يتم تنفيذ أي تفاهمات سابقة".
وكان السودان قد قال في وقت سابق من هذا الأسبوع: إنه يراجع الاتفاق المتعلق باستضافة قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر، وهو اتفاق تم التوصل إليه في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير قبل الإطاحة به في انتفاضة شعبية في 2019.
ويسمح الاتفاق لروسيا بإنشاء قاعدة بحرية يصل قوامها إلى 300 جندي روسي، والاحتفاظ في الوقت ذاته بما يصل إلى أربع سفن بحرية، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية، في بورتسودان على البحر الأحمر.
في المقابل ستزود روسيا السودان بالأسلحة والمعدات العسكرية. ومن المقرر أن يستمر الاتفاق لمدة 25 عاماً، مع تمديد تلقائي لمدة 10 سنوات إذا لم يعترض عليها أي من الجانبين.
وتشير التصريحات السودانية حول الاتفاق الذي لم يصادق عليه المجلس الوطني السوداني (البرلمان)، إلى أن الخرطوم تسعى إلى إدخال بعض التغييرات على الاتفاق.
وقال رئيس هيئة الأركان السوداني الفريق محمد عثمان الحسين، لمحطة "النيل الأزرق" التلفزيونية مساء الثلاثاء الماضي: إن المفاوضات جارية مع المسؤولين الروس "لتحقيق مصالح السودان"، مضيفاً: "نتفاوض بشأن مراجعة محتملة لهذا الاتفاق لضمان مراعاة مصالحنا ومكاسبنا".
ومن جانبه قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، للصحافيين الأربعاء الماضي: إن المسؤولين الروس والسودانيين يناقشون المسألة عبر القنوات الدبلوماسية.
وسعت موسكو منذ سنوات إلى وجودٍ بحري منتظم في أجزاء مختلفة من العالم. للبحرية الروسية بالفعل وجود كبير في البحر المتوسط، مع قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري، وهي حالياً المنشأة الوحيدة التي تمتلكها روسيا خارج الاتحاد السوفيتي السابق.