عيّن الرئيسُ الفرنسي إيمانويل ماكرون، مفاوضَ الاتحاد الأوروبي السابق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "ميشيل بارنييه"، رئيسًا لوزراء فرنسا؛ حيث يسعى إلى إنهاء شلل سياسي استمرّ شهرين بعد انتخابات مفاجئة، بعد أن صدم "ماكرون" فرنسا بالدعوة إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في يونيو، أسفرت عن برلمان معلق، ومناخ سياسي منقسم بشدة.
وظهر تحالف يساري باعتباره أكبر قوة سياسية في فرنسا، ولكن دون مقاعد كافية للوصول إلى أغلبية مطلقة تبلغ 289 مقعدًا في الجمعية الوطنية، ويشكل حزب "ماكرون" الوسطي واليمين المتطرف المجموعتين الرئيسيتين الأخريين، وحصل حزب "بارنييه" اليميني التقليدي على 47 مقعدًا في البرلمان واحتلّ المركز الرابع.
وعُرف "بارنييه" لما يقرب من 50 عامًا في السياسة الفرنسية اليمينية، باعتباره وسطيًّا، ليبراليًّا، وعقليًّا، مكرسًا للقضية الأوروبية، لكن في عام 2021 صدم المراقبين بانعطافه إلى اليمين وتشديد موقفه بشأن الهجرة والأمن كجزء من محاولة فاشلة ليصبح المرشح الرئاسي لليمين ضد "ماكرون" في عام 2022؛ وفقًا لصحيفة "الجارديان".
وادّعى "بارنييه" في ذلك الوقت، أن الهجرة غير المنظمة من خارج الاتحاد الأوروبي تضعف الإحساس بالهوية في فرنسا، وكان يعتقد أن تصويت المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي يُظهر مدى الخطورة التي يمكن أن تكون عليها الانقسامات في المجتمع عندما يُسمح لها بالتفاقم. وأصابت دعوته إلى وقف اختياري فرنسي لمدة ثلاث إلى خمس سنوات للمهاجرين من خارج أوروبا؛ حيث سيتم إيقاف حتى أفراد الأسرة الذين ينضمون إلى أولئك الموجودين بالفعل في فرنسا، الكثيرين في بروكسل؛ بالصدمة، ودعا إلى استعادة البلاد للسيادة القانونية من محاكم الاتحاد الأوروبي.
وأعرب "بارنييه" سابقًا عن رغبته في العودة إلى دور قيادي في السياسة الفرنسية، وبعد توقيع اتفاق ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع المملكة المتحدة، ذكر أنه أدرك أنه يفتقد فرنسا ويريد أن يكون "مفيدًا" في السياسة الفرنسية، وقال "بارنييه": "لم أكن أبدًا تكنوقراطيًّا، لقد كنت دائمًا سياسيًّا"، عندما حاول أن يصبح المرشح الرئاسي لحزب الجمهوريين.
وفي سنّ الثالثة والسبعين، يصبح "بارنييه" أكبر رئيس وزراء في تاريخ فرنسا الحديث. انتقد "جوليان أودول" عضو البرلمان عن حزب لوبان، "بارنييه" هذا الأسبوع بسبب عمره، قائلًا: "إنه جو بايدن فرنسي غالبًا ما يغير آراءه، وانتهازي بلا عمود فقري".
ولطالما صور "بارنييه" نفسه على أنه رجل دولة أكبر يمكن الاعتماد عليه، متسلق جبال ومشاة من جبال الألب، بنى حياته المهنية في سياسة القرية المحلية ويحب المشي في الغابات القديمة.
وانتخب "بارنييه" لأول مرة في سن 22 عامًا كعضو مجلس محلي في سافوا، ودخل البرلمان في سن 27 عام 1978، وشغل منصب وزير حكومي أربع مرات، ومفوض للاتحاد الأوروبي مرتين، ويشير أنصاره إلى أنه فاز في كل تصويت مباشر ترشح له منذ أن كان يبلغ من العمر 22 عامًا، وهو وزير بيئة سابق، وأحد منظمي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1992.
ويحلّ "بارنييه" محلّ "غابرييل أتال" الذي استقال في 16 يوليو بعد الانتخابات المفاجئة، ولكن "ماكرون" أبقى عليه بصفة مؤقتة.
وذكرت "مارين لوبان" زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، أن دعم "بارنييه" سيعتمد على برنامجه السياسي، فيما قال "أوليفييه فاور" زعيم الحزب الاشتراكي، وهو جزء من التحالف اليساري الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات: "إن تعيين ماكرون لرئيس وزراء من الحزب الذي حلّ في المرتبة الرابعة هو إنكار للديمقراطية، وإننا ندخل أزمة نظام".