عادت قصة أخ أمير قطر غير الشقيق المدعو خالد بن حمد آل ثاني التي تنظرها المحاكم الأمريكية بتهمة احتجاز مواطن أمريكي، والتحريض على القتل إلى دائرة الأضواء مرة أخرى، بعد ادعاء أحد مختصميه بإرسال الشيخ القطري أحد الأفراد لضرب وسحل صديقته واغتصابها، وتركها في حالة يرثى لها، كوسيلة لتهديده لعدم المضي قدماً في القضية.
ماثيو الليندي مسعف شقيق أمير قطر السابق، والذي سبق أن اتهمه باستعباده وإجباره على العمل لساعات متواصلة كمسعف ومراقب لوظائفه الحيوية بعد حفلاته وسهراته الليلية الماجنة، واحتجازه في الدوحة دون إرادته -تنظر المحاكم الأمريكية القضية حالياً-، عاد لمنزله ليجد صديقته مضرجة في دمائها بعد ضربها وسحلها واغتصابها من قبل مجهول.
وبحسب صحيفة "دايلي ميل" البريطانية فإن "الليندي" يخشى أن تكون الحادثة التي تعرضت لها صديقته في منزلهما، وأدت إلى ظهور أعراض تلف في دماغها، ما جعلها غير قادرة على تذكر أي شيء من الحادث، قد تكون على صلة بقضيته مع الشيخ القطري الملياردير النافذ.
وبحسب تحقيقات الشرطة فإن الهجوم الذي تعرضت له صديقة "الليندي" لم يكن بغرض السرقة، كما أنه لم يكن عملاً عشوائياً، وهو ما قد يلقي بأصابع الاتهام تجاه أخ أمير قطر.
ويعيش "الليندي" -بطبيعة الحال- في خوف وقلق شديدين على حياته وحياة صديقته، إذ قد تكون الحادثة بمنزلة "كارت تهديد" للمواطن الأمريكي، حتى لا يواصل المضي في قضيته التي يختصم فيها الشيخ القطري لدى المحاكم الأمريكية، وفقاً لمخاوفه التي عبر عنها للصحيفة البريطانية.
بدورها أبلغت ريبيكا كاستانيدا، محامية الليندي في قضيته ضد الشيخ خالد مكتب التحقيقات الفيدرالي بالهجوم على صديقة موكلها، وقالت لوسائل الإعلام حول الهجوم: "إنه توقيت غريب.. أعتقد أنهم يعلمون (القطريون) إننا وضعناهم في زاوية قانونية الآن".
القصة من البداية
وتنظر المحاكم الأمريكية حالياً دعوى لرجلين كانا يعملان لدى خالد بن حمد آل ثاني، أخ أمير قطر الحالي غير الشقيق، أحدهما يُدعى ماثيو الليندي وكان يعمل لديه مسعفاً لفحص علاماته الحيوية ومعالجة أي طوارئ صحية قد يتعرض لها بعد حفلاته الليلة الصاخبة، وعمل المسعف الأمريكي لدى عضو الأسرة الحاكمة القطرية في الفترة من أكتوبر2017 إلى فبراير 2018 في لوس أنجلوس، وكذلك في الدوحة.
كان يعمل الرجل لمدة 12 ساعة في اليوم، طوال الأسبوع، دون الحصول على راحة. ووفقًا للدعوى القضائية الثانية، كان يعمل في بعض الحالات، لمدة 20 إلى 36 ساعة متواصلة، مع الحد الأدنى من فترات الاستراحة للوجبات وعدم وجود فرصة للنوم، كما تشير الدعوى.
وفي17 ديسمبر 2017، بعد نحو ثلاثة أسابيع متواصلة من العمل لمدة 36 ساعة من دون فرصة للنوم الكافي، طلب "الليندي" من "خالد" الحصول على يوم إجازة، وهو ما قابله المُدعى عليه بالموافقة، لكن أثناء مغادرته للتمتع بإجازته، أوقفه حارس أمن مسلح، وقال إن خالد غيّر رأيه. وتقول الدعوى: "لقد أخبر الليندي الحارس بأنه سيغادر سواء بإذن أو من دون إذن"، فأجابه الحارس: "لا أنت لن تغادر".
وهنا قرر "الليندي" الهرب من جحيم الدوحة، ووضع خطته للهرب من المبنى الذي كان يقيم به، وأثناء هروبه اضطر إلى القفز من ارتفاع 18 قدماً من فوق سور المبنى العالي، ما عرضه لإصابات خطيرة، وتم نقله إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية لعلاج إصاباته. وفي 4 فبراير 2018، غادر "الليندي" الدوحة بعد أن تماثل للشفاء، على الرغم من أنه كان لا يزال يسير على عكازين.
أما الدعوى الثانية التي يختصم فيها أمريكي آخر الشيخ القطري، وتبدأ حينما استدعى الملياردير القطري الماجن حارس الأمن ماثيو بيتارد، وهو رجل أمريكي من ولاية فلوريدا؛ لقتل رجل وامرأة، قال إنهما يهددان سمعته وأمنه الشخصي، ولكن طلب "خالد" غير القانوني قوبل بالرفض الفوري، وهو ما أغضب عضو الأسرة الحاكمة القطرية.
وفي الفترة من 7 إلى 10 يوليو 2018 تقريباً، احتجز المدعى عليه "خالد" وموظفوه الأمنيون القطريون مواطناً أمريكياً ضد إرادة المواطن الأمريكي في مناسبتين على الأقل في أحد المساكن الشخصية للمدعى عليه، وبناءً على طلب عضو الأسرة الحاكمة، تم اعتقال المواطن الأمريكي وسجنه في مركز شرطة عنيزة في الدوحة، ولكن ساعد الحارس "بيتارد" وسفارة الولايات المتحدة، المواطن الأمريكي في الوصول إلى بر الأمان، ثم غادر البلاد بأمان في النهاية.
هنا استشاط أخ "تميم" غير الشقيق عندما علم بما قام به "بيتارد" بمساعدة المواطن الأمريكي الآخر في النجاة، فضلاً عن رفضه سابقًا طلبه بقتل شخصين، ووفقًا لما جاء في الدعوى القضائية أخبره (خالد) أنه: "سيدفع الثمن غاليًا"، وأنه سيقتله ويدفن جثته في الصحراء.
ووفقًا لما نشرته وسائل الإعلام الأمريكية، احتجز نجل أمير قطر السابق، حارسه الشخصي "بيتارد" ضد إرادته، وسلبه مقتنياته الشخصية والإلكترونية، وأجبره على التوقيع على بعض المستندات تحت تهديد السلاح.