في تطور لافت، كشفت مصادر مطلعة لـ"رويترز" عن استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة صفقة سلام مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكن مع شروط صارمة قد تُعقّد الأمور، وذلك في وقت تتفوق فيه روسيا على أرض المعركة في أوكرانيا، حيث تسيطر على أراضٍ شاسعة وتتقدم بسرعة كبيرة.
وحدد "بوتين" شروطه الافتتاحية لأي صفقة سلام، والتي تتضمن تنازلات إقليمية محدودة وأهمية الحياد الأوكراني، حيث أشار إلى أن أي اتفاق يجب أن يعكس "الواقع" على الأرض، ويشترط تخلي أوكرانيا عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، كما أكد ضرورة بقاء أوكرانيا محايدة، مشيرًا إلى أن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان علاقات جيدة بين البلدين.
وتصر أوكرانيا على موقفها الرافض لأي تنازلات إقليمية، حيث أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لن تقبل بأي صفقة لا تتضمن طرد جميع الجنود الروس من أراضيها، استنادًا إلى حدود ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، ويأتي هذا الموقف الأوكراني الحازم على الرغم من التقدم الروسي الملحوظ على أرض المعركة.
ويعود الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الساحة السياسية في وقت حرج، حيث تعهّد بإنهاء النزاع بسرعة، ويؤمن ترامب بقدرته على جمع الطرفين معًا للتفاوض على السلام، حيث يرى نفسه الوسيط الوحيد القادر على تحقيق ذلك، ومع ذلك، لم يكشف ترامب عن تفاصيل خطته للمصالحة بين الجانبين المتحاربين، مما يثير التساؤلات حول إمكانية تحقيق تقدم حقيقي.
وتسيطر روسيا حاليًا على جزء كبير من أوكرانيا، بحجم ولاية فيرجينيا الأمريكية، وتتقدم بسرعة لم تشهدها منذ الأيام الأولى لغزو عام 2022، وقد أشارت مصادر إلى أن موسكو قد تكون منفتحة على مناقشة تقسيم المناطق الشرقية الأربع، لكنها لن تتنازل عن أراضٍ ذات أهمية استراتيجية، كما أشارت المصادر إلى أن روسيا قد تنسحب من بعض المناطق الصغيرة في شمال وجنوب أوكرانيا.
أشارت مصادر إلى أن قرار الرئيس جو بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمز" الأمريكية قد يُعقّد المحادثات ويطيل أمد النزاع، حيث ترى موسكو أن هذا التصعيد من جانب الولايات المتحدة قد يؤدي إلى تشدد موقفها وطلب المزيد من التنازلات، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن روسيا مستعدة لمواصلة القتال، وفقًا لما صرح به المتحدث باسم الكرملين.
وفي ظل هذه الشروط الصارمة من جانب بوتين، والمواقف الحازمة من أوكرانيا، يبدو أن التوصل إلى صفقة سلام قد يكون أمرًا صعبًا، ومع ذلك، فإن جهود ترامب للوساطة قد تفتح الباب أمام مفاوضات جادة، خاصة مع تقدم روسيا على أرض المعركة. يبقى السؤال: هل يمكن لترامب تحقيق ما عجز عنه الآخرون وإنهاء هذا النزاع الدامي؟