لم يكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يخرج من أزمة نظام التقاعد، حتى وجد نفسه أمام تحدٍ أشد خطورة مفتوح على احتمالات عديدة، مع اشتعال أحياء الضواحي نتيجة مقتل الفتى نائل مرزوقي برصاص شرطي.
فعند انتهاء الأزمة التي نتجت عن إصلاح نظام التقاعد، أمهل "ماكرون" نفسه مئة يوم حتى 14 يوليو من أجل تهدئة البلد، ووضع رئاسته على السكة مجددًا، وهو ما بدا في طور إتمامه.
غير أنه اليوم في مأزق جديد مع تواصل أعمال العنف والشغب، لخمس ليالٍ على التوالي في أحياء الضواحي في مختلف أنحاء فرنسا، بعد مقتل الشاب "نائل" البالغ 17 عامًا الثلاثاء برصاص شرطي.
ويبدو التعارض صارخًا بين مشاهد بلديات ومدارس وحافلات ترامواي تحترق، وصور "ماكرون" قبل ذلك بيومين يحيي الحشود ويخالطها في الأحياء الحساسة بمدينة مارسيليا بجنوب فرنسا.
وقال مسؤول في الغالبية مبديًا أسفه: "بعد كوفيد والسترات الصفراء والحرب في أوكرانيا، يمكن القول إنه لم يبق أزمة إلا وواجهها ماكرون".
وأوضح الخبير السياسي برونو كوتريس أن الناس مصابون بالذهول، بالدهشة لرؤية بلدهم يتخطى التوترات وموجات العنف والأزمات الواحدة تلو الأخرى.
وسيتحتم على السلطة التنفيذية مراجعة أولوياتها لتدرج في مقدمها المسائل الأمنية، والنقاش حول قواعد تحرك الشرطة.