
شهدت مدينة ألاسكا الأمريكية مؤتمراً صحفياً مشتركاً بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وذلك عقب اجتماع ثنائي جمعهما في أول لقاء على هذا المستوى منذ أكثر من أربع سنوات.
بوتين أكد أن المحادثات جرت في “أجواء بناءة وإيجابية”، مشيراً إلى أن ألاسكا مكان منطقي لعقد القمة بحكم التاريخ المشترك والتراث الثقافي المرتبط بـ”أمريكا الروسية”.
وأوضح أن العلاقات الروسية الأمريكية تراجعت إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة، لكن الحوار المباشر بات ضرورياً لتجنب المواجهة. وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، شدد بوتين على أن روسيا مهتمة بصدق بإنهاء النزاع بشكل مستدام، مؤكداً أن الوضع الحالي يمثل “مأساة وألماً كبيراً لروسيا”، وأن الشعب الأوكراني يبقى “شعباً شقيقاً”. وأضاف أن موسكو رصدت رغبة لدى إدارة ترامب في المساعدة على التوصل إلى تسوية، معتبراً أن اللقاء خطوة أساسية للانتقال “من الأمس إلى الغد” في العلاقات الثنائية.
كما أبرز بوتين أهمية التعاون مع الولايات المتحدة في مجالات التجارة والطاقة والتكنولوجيا والفضاء، إلى جانب التفاعل في القطب الشمالي.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بدأ بالارتفاع مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة.
من جانبه، وصف ترامب اللقاء بأنه “مثمر للغاية”، معلناً تحقيق “تقدم هائل” بعد محادثاته مع بوتين، رغم بقاء بعض الخلافات حول أوكرانيا.
وأكد أنه وبوتين تمكنا من الاتفاق على “العديد من النقاط” بشأن الأزمة، لكنه أقر بعدم التوصل إلى تفاهم كامل حول “النقطة الأكثر أهمية”.
ترامب شدد على رغبته في إنهاء عمليات القتل في أوكرانيا، موضحاً أن بوتين يشارك هذا التوجه، مضيفاً: “الرئيس بوتين مهتم بإنهاء النزاع بقدر اهتمامي”. وأعلن عزمه التواصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة حلف شمال الأطلسي لإطلاعهم على نتائج القمة.
كما وصف ترامب الأحاديث عن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية بأنها “تلفيقات”، معرباً عن تطلعه للعمل المشترك مع موسكو، فيما اعتبر اقتراح بوتين بعقد الاجتماع المقبل في موسكو “مثيراً للاهتمام”.