جدَّد جيش الاحتلال الإسرائيلي تنصله من جريمة قصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، الذي راح ضحيته مئات الفلسطينيين أمس الثلاثاء، متهمًا الفصائل الفلسطينية بإطلاق صاروخ نحو المستشفى.
وفي التفاصيل، قال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي لـ"العربية" مساء الأربعاء إن "إسرائيل قدمت الأدلة اللازمة على من استهدف المستشفى، وإن الصور الجوية تثبت أن المستشفى لم يصب، بل ما أصيب هو موقف السيارات بجانبه".
وأضاف: "لم يكن هناك حفرة نتيجة غارة إسرائيلية، بل كان هناك حفرة صغيرة نتيجة صاروخ فاشل". لافتًا إلى أن هناك صورًا لرادارات إسرائيلية "تظهر الصواريخ الفلسطينية تطلق بجوار المستشفى وتمر فوقه".
وتبنّى الرئيس الأمريكي جو بايدن الرواية الإسرائيلية حول قصف المستشفى، ولمح إلى تورط الفصائل الفلسطينية، لافتًا إلى أن موقفه يستند إلى بيانات عرضها عليه البنتاغون قبيل سفره إلى تل أبيب، وفق رويترز.
في المقابل، علّقت حركة حماس مساء الأربعاء على اتهام إسرائيل للفصائل الفلسطينية بقصف المستشفى، قائلة إن الفصائل "لم تطلق أي صواريخ صوب إسرائيل قبيل الحدث أو خلاله، كما لم يتم تفعيل صفارات الإنذار هناك".
وأضافت بأنه "إذا كان القصف بفعل صواريخ الفصائل الفلسطينية -كما تدعي إسرائيل- فلتخرج للعالم بصورة واحدة تدلل على ذلك"، حسب ما جاء في بيانها. مردفة بأن صواريخ الفصائل محلية الصنع، وليس لها قوة تدميرية بهذا الحجم.
وكان قطاع غزة قد شهد أمس الثلاثاء أحد أكثر أيامه دموية منذ 7 أكتوبر؛ إذ أودى استهداف لمستشفى المعمداني، الذي كان يؤوي مئات الفلسطينيين الفارين من الغارات والقصف الإسرائيلي، بأكثر من 470 قتيلاً، وجرح أكثر من 300.
واتهمت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إسرائيل بارتكاب "مجزرة" في مستشفى المعمداني، غير أن الجيش الإسرائيلي اتهم حركة الجهاد بإطلاق صاروخ نحو المستشفى.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري، في مؤتمر صحفي بوقت سابق اليوم الأربعاء، إن حركة حماس تعرف ما حصل لكنها تخفيه، مكررًا أن صاروخًا أُطلق خطأ من قِبل حركة الجهاد، لكن الجهاد نفت أن يكون أي من صواريخها قد أدى إلى انفجار المستشفى، قائلة إنها لم تجرِ أي أنشطة في مدينة غزة أو حولها في ذلك التوقيت من مساء الثلاثاء.