"أحد أسوأ الكوارث الإنسانية".. ما تداعيات الحرب في السودان؟

دارفور لا تزال في مركز الصراع بين العسكر
سودانيون ينزحون عن ديارهم إلى تشاد
سودانيون ينزحون عن ديارهم إلى تشاد
تم النشر في

بدأ الصراع الحالي في السودان، في 15 إبريل 2023، باندلاع اشتباكات عنيفة نتيجة تصاعد الصراع على السلطة بين الفصيلين الرئيسيين في النظام العسكري، مما أدى إلى وقوع قتلى، ويقف على أحد الجانبين القوات المسلحة السودانية، التي لا تزال موالية بشكل عام للفريق عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد، وفي مواجهته قوات الدعم السريع، وهي مجموعة عسكرية تتبع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي".

ويمكن تتبع صراع السلطة بين "حميدتي" و"البرهان" من عام 2019 عندما تعاونت قوات الدعم السريع والقوات العسكرية النظامية للإطاحة بـ"البشير" من السلطة. عندما تعثرت محاولات الانتقال إلى حكومة مدنية ديمقراطية بقيادة مدنية، شعر العديد من المحللين بأن المواجهة النهائية بين "البرهان" و"حميدتي" كانت حتمية، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

ثمن الصراع

أغرق الصراع السودان فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه "واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث"، فلقد لقي عشرات الآلاف حتفهم، وشُرد الملايين، وينتشر الجوع والأمراض، ووفقًا لأحدث الأرقام، يواجه نحو 26 مليون شخص انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، وتم إعلان المجاعة في مخيم زمزم للنازحين في دارفور.

وأجبر نحو 11.3 مليون شخص على الفرار من القتال، بما في ذلك ما يقرب من 2.95 مليون شخص فروا عبر حدود البلاد، وذهب معظمهم إلى تشاد وجنوب السودان، حيث تقول وكالات المعونة، التي تعاني بسبب نقص التمويل إنها تكافح لتلبية الاحتياجات الأساسية. لا يزال نداء الأمم المتحدة للحصول على 1.51 مليار دولار لدعم اللاجئين السودانيين ومضيفيهم في المنطقة حتى نهاية العام ممولاً بنسبة 27 ٪ فقط.

وفي آخر تحديث إنساني لها، نشر في 1 أكتوبر، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن الانخفاضات الكبيرة في معدلات التطعيم وتدمير البنية التحتية الصحية نتيجة للحرب، تعني أن السودان يتصارع مع تفشي أمراض متعددة، بما في ذلك الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة والحميراء. ووفقًا لمنظمة "اليونيسيف"، هناك ما يقدر بنحو 3.4 ملايين طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بأمراض وبائية.

وحرم الصراع أيضًا أعدادًا هائلة من التعليم، فأكثر من 90 ٪ من أطفال البلاد البالغ عددهم 19 مليون طفل غير قادرين على الوصول إلى التعليم الرسمي، واستهدفت المدارس في الغارات الجوية، واحتلتها الجماعات المسلحة واستخدمت لتخزين الأسلحة.

هجمات عشوائية

واتهمت الأمم المتحدة الجيش وقوات الدعم السريع بشن هجمات عشوائية في المناطق السكنية، وارتكاب أعمال عنف جنسي، واحتجاز المدنيين وتعذيبهم بشكل تعسفي، وتجنيد الأطفال الجنود، وذكر تقرير للأمم المتحدة في فبراير أن كلا الطرفين قد يكونان ارتكبا جرائم حرب، وقد نفوا هذه الادعاءات، فيما ذهبت الولايات المتحدة إلى أبعد من ذلك في العام الماضي، معلنة أن كلا الطرفين ارتكبا جرائم حرب، وأن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي.

وفي الأسابيع الأخيرة، شنت قوات الدعم السريع هجومًا شاملاً على الفاشر، وهي المركز السكاني الرئيس الوحيد في دارفور، الذي لم تسيطر عليه بعد، ويأتي الهجوم بعد حصار استمر لعدة أشهر. اضطر المستشفى الأخير في المدينة إلى الإغلاق بعد أن اقتحمته المجموعة شبه العسكرية في يونيو، كما تتقدم قوات الدعم السريع في المناطق الواقعة جنوب الخرطوم.

ودارفور، الشريط الشاسع والجاف إلى حد كبير في غرب وجنوب غرب السودان، الذي يقطنه نحو 9 ملايين شخص، كانت في مركز الصراع إلى حد كبير لأنها لا تزال معقل "حميدتي"، ويتم تجنيد العديد من قوات الدعم السريع من المنطقة، ومن قبيلة "حميدتي" نفسها، الرزيقات.

ولعدة سنوات، روعت قوات الدعم السريع المجتمعات في دارفور، ومعظم المنطقة بلا قانون، واستثمرت قوات الدعم السريع موارد كبيرة في دارفور في محاولة للسيطرة على أصولها الاستراتيجية، مثل مهابط الطائرات والمناجم ومصادر المياه والطرق الرئيسة، يعزو المحللون العديد من جذور الصراع الأخير إلى العنف وانتهاكات حقوق الإنسان المروعة في دارفور قبل نحو 20 عامًا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org