من سيئ إلى أسوأ.. تقلص كبير لدخول المساعدات إلى غزة في مايو

إمدادات غير كافية.. وتوزيعها صعب داخل المناطق المحاصرة
من سيئ إلى أسوأ.. تقلص كبير لدخول المساعدات إلى غزة في مايو

تقلص تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كبير خلال شهر مايو الجاري؛ لدرجة أن المسؤولين الإنسانيين أكدوا أن عملياتهم معرضة لخطر الإغلاق، وأن خطر المجاعة الواسعة النطاق أصبح أكثر حدة من أي وقت مضى، فدخول شاحنات المساعدات عبر المعابر الجنوبية لغزة، حيث وصلت معظم المساعدات منذ بداية الحرب، قد توقف تقريبًا منذ أن وسعت إسرائيل نطاق قتالها في مدينة رفح الجنوبية.

ومكنت نقاط الدخول الجديدة في شمال غزة، كميات صغيرة من المساعدات الحرجة من الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة لخطر المجاعة منذ شهور، لكن هذه المساعدات غير كافية لدعم سكان غزة، ولا يمكن لمعظمها الوصول إلى المناطق الوسطى والجنوبية، حيث نزح غالبية السكان بسبب الحرب.

القيود الإسرائيلية الصارمة

وتعهدت إسرائيل في الشهر الماضي بزيادة المساعدات التي تسمح بدخولها إلى غزة بعد مقتل سبعة عمال من مطبخ العالم المركزي في هجوم شنته القوات الإسرائيلية، مما أثار غضبًا دوليًا، لكن القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل على المساعدات أدت إلى صعوبة توزيعها داخل المنطقة المحاصرة بالفعل، مما تسبب في مستويات كارثية من الجوع، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".

وفي أوائل شهر مايو، وسعت إسرائيل عمليتها العسكرية في جنوب غزة بعد هجوم صاروخي شنته "حماس" وأسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين بالقرب من معبر كرم أبو سالم، وأغلقت إسرائيل هذا المعبر أيضًا، بالإضافة إلى معبر رفح، حيث كانت تأتي معظم المساعدات، وأعادت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم في 8 مايو، ولكن لم تدخل سوى كمية محدودة جدًا من المساعدات والوقود، ولا تكاد توجد أي إمدادات طبية، دخلت منذ ذلك الحين.

واتفق الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الجمعة الماضي على إرسال مساعدات ووقود إلى كرم أبو سالم حتى يتم إعادة فتح معبر رفح الحدودي، وأعلن مسؤول الهلال الأحمر المصري أن حوالي 200 شاحنة محملة بالغذاء والمساعدات الأخرى من المقرر أن تدخل إلى المعبر من مصر، ولكن ليس كل هذه الشاحنات ستدخل غزة على الفور، فمنطقة المعبر لا تزال منطقة عسكرية نشطة، وإن التحديات الأمنية واللوجستية يمكن أن تؤخر وصول وتوزيع المساعدات التي تصل إلى المعبر.

نزوح إلى الساحل

وكثيرًا ما تنتظر الشاحنات الفارغة القادمة من داخل غزة في طريقها لتحميل المساعدات في كرم أبو سالم لساعات خلف الشاحنات التجارية، التي تحمل البضائع لبيعها في غزة، والتي يقول المسؤولون، إن عددها يتجاوز 100 أو 200 شاحنة في اليوم، وفي حين تقول الجماعات الإنسانية إنها ترحب بوصول الإمدادات التجارية، إلا أن معظم الناس في غزة لا يستطيعون تحمل تكاليفها، وقد لا تشمل الشحنات الضروريات الأساسية.

كما أن إيصال المساعدات إلى الناس في غزة أمر صعب لأن العمليات العسكرية الإسرائيلية الموسعة في الجنوب والشمال، أجبرت ما يقرب من مليون شخص على الفرار إلى مناطق على الساحل أو بين الأنقاض في المناطق الوسطى حيث لا يتوفر سوى القليل من المأوى والغذاء والماء.

وقبل عملية رفح، كان معظم الناس يحتمون في المناطق التي كانت تأتي منها معظم المساعدات، ولكن الآن، تواجه نقاط الدخول الجديدة في الشمال - الرصيف الأمريكي ومعبر إيريز الغربي الجديد - مشاكل. فهي لا تجلب سوى القليل من المساعدات لإعالة الجميع، وتقع بعيدًا عن أكبر تجمعات السكان.

وحذرت منظمات المساعدات من أنها لن تتمكن من إيصال الإمدادات إلى أي شخص إذا نفد الوقود، وأن كميات المياه الصالحة للشرب غير كافية بالفعل وستختفي، وهناك حاجة إلى ما لا يقل عن 200 ألف لتر من الوقود يوميًا، ولكن لا يصل إلى غزة سوى ربع هذه الكمية في المتوسط كل يوم منذ إغلاق معبر رفح، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org