قبل 9 أيام من الانتخابات.. "ترامب" يُصعِّد تهديداته ضد خصومه السياسيين والمهاجرين

استعرض المنظمون رؤيتهم لدولة مسيحية آرية مكرسة لتفوق العرق الأبيض
دونالد ترامب
دونالد ترامب
تم النشر في

احتل الغضب والنقد اللاذع مركز الصدارة في حديقة ماديسون سكوير غاردن في نيويورك البارحة، حيث عقد دونالد ترامب ومجموعة من وكلاء حملته الانتخابية، تجمعًا حاشدًا اتسم بالتعليقات العنصرية، والشتائم الفظة، والتهديدات الخطيرة بشأن المهاجرين.

وعلى بعد تسعة أيام من الانتخابات، استغل "ترامب" التجمع في نيويورك لتكرار ادعائه بأنه يحارب ”العدو الداخلي“ ووعد مرة أخرى بإطلاق ”أكبر برنامج ترحيل في التاريخ الأمريكي“، وسط كلام غير مترابط حول إنهاء مكالمة هاتفية مع ”شخص مهم جدًّا جدًّا“ حتى يتمكن من مشاهدة هبوط أحد صواريخ إيلون ماسك.

نبرة سوداوية

وسادت نبرة سوداوية طوال التجمع الذي استمر لساعات، حيث وصف أحد المتحدثين، بورتوريكو، التي يقطنها 3.2 ملايين مواطن أمريكي، بأنها ”جزيرة قمامة“، وسخر تاكر كارلسون من الهوية العرقية لـ"هاريس"، ووصف أحد مقدمي البرامج الإذاعية، هيلاري كلينتون بأنها ”لقيطة مريضة“، وأعلن صديق طفولة لـ"ترامب" يحمل صليبًا أن "هاريس" ”المسيح الدجال“.

أما تعليقات بورتوريكو التي أدلى بها توني هينشليف، وهو مذيع بودكاست له تاريخ من التصريحات العنصرية، فقد انتقدتها حملة هاريس-والز على الفور. وكتب ريكي مارتن، نجم البوب البورتوريكي الذي يتابعه أكثر من 18 مليون متابع على إنستغرام، في منشور له: ”هذا هو رأيهم فينا. صوّتوا لـكامالا هاريس".

ولكن قد يكون هذا الأمر إشكاليًّا في بنسلفانيا، حيث إن غالبية الناخبين اللاتينيين المؤهلين في الولاية المتأرجحة البالغ عددهم 580 ألف ناخب من أصل بورتوريكي. وتحاول كلتا الحملتين استمالة الناخبين اللاتينيين في الأسابيع الأخيرة من الحملة، وكانت "هاريس" قد زارت مطعماً بورتوريكيًّا في فيلادلفيا في وقت سابق أمس، حيث حددت خططاً لتقديم فريق عمل للفرص الاقتصادية لبورتوريكو.

ولم يتغير المزاج المشاكس بمجرد أن بدأ "ترامب" في التحدث، حيث كرر الرئيس السابق بسرعة تعهده بـ”إطلاق أكبر برنامج ترحيل في التاريخ الأمريكي“، وواصل صراخه المتكرر حول الهجرة، وادعى أن ”عصابة سجون فنزويلية متوحشة“ قد ”استولت على ميدان تايمز سكوير“، وهو ما سيفاجئ أي شخص زار هذا المعلم التاريخي في نيويورك مؤخرًا. كما ذكر الرئيس السابق أيضًا، على نحو خاطئ، أن إدارة جو بايدن لم يكن لديها المال للاستجابة للإعصار الأخير في ولاية كارولينا الشمالية لأنهم ”أنفقوا كل أموالهم في جلب المهاجرين غير الشرعيين، ونقلهم بالطائرات النفاثة الجميلة“.

العدو الداخلي

وكانت التهديدات البائسة المعتادة لترامب حاضرة، حيث توسع الرجل البالغ من العمر 78 عامًا في مزاعمه حول ”العدو الداخلي“؛ وهم مجموعة من المعارضين السياسيين الذين ذكر أنه سيضع الجيش في مواجهتم إذا تم انتخابه، وقال: ”نحن لا نترشح ضد كامالا. أعتقد أن الكثير من السياسيين هنا الليلة يعرفون ذلك. إنها لا تعني شيئًا، إنها مجرد وعاء هذا كل ما هي عليه"، مضيفًا: ”نحن نخوض الانتخابات ضد شيء أكبر بكثير من جو أو كامالا وأقوى بكثير منهما، وهو آلة يسارية راديكالية متطرفة ضخمة وشريرة تدير الحزب الديمقراطي اليوم. إنهم مجرد أوعية“.

ويمثل ظهور ترامب في حديقة ماديسون سكوير غاردن -موطن فريق نيويورك نيكس وفريق رينجرز ومقر حفلات نيويورك نيكس ورينجرز ومكان إقامة عدد لا يحصى من العروض الأسطورية بما في ذلك إلفيس بريسلي ومايكل جاكسون وآخر ظهور لجون لينون في حفل موسيقي قبل مقتله- تتويجًا لغزل الحب والكراهية الغريب الذي يكنه لمدينته الأم. على الرغم من حقيقة أنه ليس لديه أي فرصة للفوز بولاية نيويورك -حيث تتقدم "هاريس" بـ15 نقطة في استطلاع ”فايف ثيرتي إيت“ لتعقب استطلاعات الرأي- كان هذا ثالث تجمع له هنا هذا العام.

وصوّر "ترامب" مدينة نيويورك بأكثر العبارات سوداوية وبائسة، باعتبارها ملاذًا موبوءًا بالجرذان لمدمني المخدرات والعصابات و”الأجانب غير الشرعيين“ الذين يسكنون في شقق فاخرة بينما يرتجف المحاربون القدامى في الجيش على الأرصفة. ربما تكون لغته السامة انعكاسًا لمرارته تجاه المدينة، التي وُلد فيها، والتي أدانته في قضايا قضائية منفصلة بارتكاب 34 جناية ووجدت شركته ”منظمة ترامب“ مذنبة بالاحتيال الضريبي الجنائي، ووجدته شخصيًّا مسؤولًا عن انتهاكات جنسية.

واختار المنظمون عيد ميلاد جورج واشنطن كموعد لاستعراض رؤيتهم لدولة مسيحية آرية مكرسة لتفوق العرق الأبيض والوطنية الأمريكية. وقاموا بنصب صورة عملاقة لواشنطن، وأحاطوها بأعلام الصليب المعقوف إلى جانب النجوم والأشرطة، وقد حضر أكثر من 20,000 أمريكي متعاطف مع النازية الأمريكية، وارتدى العديد منهم زي قوات العاصفة وأدوا تحية ”سيج هايل“.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org