
في تحذير صارخ، أعلن رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن قطاع غزة يواجه مجاعة جماعية "من صنع الإنسان" نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على دخول المساعدات الإنسانية، ومن جنيف وصف تيدروس الوضع بأنه كارثة إنسانية تتفاقم يوميًا بسبب القيود المشددة على إمدادات الغذاء والمياه والدواء، وتزامن هذا التحذير مع نداءات من أكثر من 100 منظمة إغاثة تحذر من تفاقم الجوع، بينما تتراكم أطنان من الطعام والمياه النظيفة والإمدادات الطبية على حدود القطاع دون القدرة على إيصالها إلى المحتاجين، فلماذا يستمر هذا الحصار، وما هي تداعياته على 2.2 مليون نسمة في غزة؟
وأكد تيدروس أن الحصار الإسرائيلي، الذي بدأ في مارس 2025 وخفف في مايو، قلص تدفق المساعدات إلى قطرة لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية، وأوضح أن مخزونات الغذاء في غزة نفدت بالكامل، مما أدى إلى وفاة 111 شخصًا بسبب الجوع، معظمهم في الأسابيع الأخيرة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، وأشار إلى أن 21 طفلًا على الأقل لقوا حتفهم بسبب الارتفاع المميت في سوء التغذية في 2025، محذرًا من أن هذه الأرقام قد تكون مجرد "قمة جبل الجليد"، وتعاني مراكز علاج سوء التغذية من نقص حاد في الإمدادات، مما يعيق الاستجابة للأزمة، وفقًا لـ"رويترز".
وتفاقمت الأزمة بسبب انهيار قنوات توزيع المساعدات، حيث أفادت منظمة الصحة العالمية بأن الأمم المتحدة وشركاءها لم يتمكنوا من توصيل الغذاء لنحو 80 يومًا بين مارس ومايو، وحتى مع استئناف التوزيع، تبقى الكميات غير كافية، وكشف ريك بيبيركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن 5100 طفل، من بينهم 800 يعانون من الهزال الشديد، تم إدخالهم إلى برامج علاج سوء التغذية في يوليو 2025 وحده، كما أن 10% من الأشخاص الذين خضعوا للفحص يعانون من سوء تغذية حاد أو متوسط، مع تأثر 20% من النساء الحوامل بشكل خاص.
ويدعي الاحتلال الإسرائيلي أنه ملتزم بالسماح بدخول المساعدات، لكنه يفرض قيودًا لمنع تحويلها إلى الجماعات المسلحة، ويتهم دون أدلة حركة حماس بتفاقم معاناة سكان غزة، لكن وكالات الإغاثة تؤكد أن القيود التي تفرضها إسرائيل تحول دون وصول المساعدات بشكل فعال، مما يُفاقم الوضع الإنساني.
ويُسلط تحذير تيدروس الضوء على الحاجة الملحة لتدخل دولي عاجل لرفع الحصار وتسهيل وصول المساعدات، ومع استمرار الصراع بين إسرائيل وحماس، يبقى السكان عالقين في دوامة الجوع والحرمان، فكيف يمكن للمجتمع الدولي التحرك لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية قبل أن تتفاقم أكثر؟