وجّه محلل سياسي عدداً من الأسئلة مفادها: هل يحق للدوحة ما لا يحق للمنامة؟ فمنذ أكثر من عقدين وقطر تقيم علاقات تسمى تجارية مع "إسرائيل"، وباطنها علاقات كاملة تؤكدها الزيارات السياسية رفيعة المستوى بين الجانبين؟ مؤكداً أن السلام هو خيار المنطقة حالياً، والبحرين لم تمارس سوى حقها السيادي.
وقال أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله العساف لـ"سبق": "لماذا تسلّ سيوف الإعلام المؤدلج، وتبرى السهام لترمي بها دولة الإمارات ومملكة البحرين، وهما يمارسان عملاً سيادياً سبقهما إليه كل من مصر والأردن، والبقية في الطريق؟
وأضاف: "كوشنر تحدث قبل عدة أيام من أبوظبي عن فرصة مهمة للفلسطينيين بالتوجه إلى طاولة المفاوضات، وإلا لن ينتظرهم العرب، الذين يدرسون إقامة علاقات مع إسرائيل، ولأن الحديث عما قامت به الإمارات والبحرين يندرج تحت المصالح العليا والسيادة الوطنية، أيضاً للفلسطينيين ومن خلفهم سلطتهم سيادتهم الخاصة في كيفية إدارة قضيتهم، وليس لأحد التحدث نيابة عنهم كما قررت هذا وأكدت عليه الجامعة العربية منذ ما يزيد على خمسة عقود، وأعاد التأكيد عليه خلال الأيام الماضية أبومازن وغيره من المسؤولين في السلطة".
وقال "العساف": "ولأن مملكة البحرين نظرت بواقعية سياسية مجردة من العواطف، أدركت أن السلام حقق للعرب أكثر مما حققته الحرب، بل إن الحرب لم تجنِ على العرب إلا الخسائر المادية والبشرية، والسياسية، فعن طريق السلام عادت سيناء إلى مصر، وعن طريق السلام أصبحت "إسرائيل" مرحباً بها في المنطقة، وعن طريق السلام نستطيع استثمار وتشارك مميزاتنا في مقابل المميزات التي تمتلكها إسرائيل".
وأردف: "هنا قررت البحرين الذهاب إلى المستقبل بخيارها الاستراتيجي عبر مركبة الاتفاق والسلام مع تل أبيب دون تفريط بالمبادئ أو مساس بالمواقف؛ بل حظي الاتفاق برعاية أمريكية رفيعة المستوى؛ من أجل تثبيت الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
ونوّه بأنه لهذا فإن القرار البحريني رجّح المنطق وطوى صفحة الزمن للانتقال إلى جبهة جديدة للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني الشقيق، وهذه الجبهة تقوم على سلاح الحوار لا حوار السلاح، وهذه الخطوة الشجاعة تحسب للقيادة البحرينية بإضافة لبنة جديدة للسلام في المنطقة.
وقال أستاذ الإعلام السياسي: إن كل من يعرف الشخصية البحرينية يدرك إيمانها العميق بالسلام كنهج وكغاية على المستوى الشخصي، والرسمي، حيث لم تتوقف الجهود الدبلوماسية للمنامة في سعيها الدؤوب لإيجاد حلول للصراعات في منطقتنا فحسب، وإنما أيضاً المساهمة الكاملة على مدار عقود في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه.
واختتم بأن ذلك لأنها تعتبرها ثوابت عربية لا يمكن الحياد عنها، ولا يسع المنصف إلا أن يقول إن هذه المعاهدة بين البحرين و"إسرائيل" ليست على حساب الفلسطينيين بل لحسابهم، ومن أجل أحياء المبادرة العربية ودفعها مجدداً للواجهة من أجل دولة فلسطين.