يدعي المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب وشركاؤه في الأعمال أن مشروع العملات المشفرة الجديد الغامض الخاص بهم سيفتح ثورة مالية قائمة على الدولارات الرقمية، فيما يعرب الخبراء عن شكوكهم في جدوى هذا المشروع.
وتشيس هيرّو هو بائع عبر الإنترنت، يفتخر بتسمية نفسه بـ"الرجل القذر على الإنترنت"، قادرًا على بيع أي شيء لأي شخص. أما زاكاري فولكمان فقد كان يدير شركة تسمى "تاريخ الفتيات"، ويقدم نصائح تحت اسم مستعار حول كيفية التقاط النساء في الحانات، وعلى مدار العقد الماضي أو نحو ذلك، كان الرجلان رائدَي أعمال متسلسلين، تاركين وراءهما سلسلة من الدعاوى القضائية والديون غير المسددة والضرائب غير المدفوعة، والآن أصبحا شريكَي الأعمال للرئيس السابق دونالد ترامب، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
و"هيرّو" و"فولكمان" هما القوة الدافعة وراء "الحرية المالية العالمية" (World Liberty Financial)، وهو مشروع للعملات المشفرة أعلن عنه "ترامب" وثلاثة من أبنائه في بث مباشر الشهر الماضي، وأعلن المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري أن مشروعه الجديد سيساعد في تحويل الولايات المتحدة إلى "عاصمة العملات المشفرة في العالم". وذكر دونالد ترامب جونيور، الابن الأكبر لـ"ترامب"، أن "هيرّو" و"فولكمان" سيساعدان في هندسة ثورة مالية قائمة على الدولارات الرقمية.
وأعرب خبراء العملات المشفرة الآخرون عن شكوكهم، بل عن قلقهم، بشأن هذا العمل، وانخراط الرئيس السابق وشركائه فيه. وقال إيسوار براساد، أستاذ الاقتصاد في جامعة كورنيل: "إن السيد هيرّو والسيد فولكمان لا يبدوان على دراية فنية أو مالية كافية لجعل المشروع ناجحًا". فيما أشار جون ريد ستارك، مسؤول كبير سابق في لجنة الأوراق المالية والبورصات، إلى أن المفهوم الذي يقوم عليه المشروع، والذي تم طرحه على أنه رائد، يبدو مماثلًا لمشاريع العملات المشفرة الأخرى القائمة، مجرد هراء وفرصة سيئة للمستثمرين.
ويعد المشروع بالنسبة لـ"ترامب" جزءًا من جهد استثنائي لخلط شؤونه المالية مع سعيه لاستعادة السلطة السياسية. ويخوض "ترامب" حملاته الانتخابية يوميًا على منصة التواصل الاجتماعي المملوكة لمجموعة "ترامب" ميديا وتكنولوجيا. ومنذ إعلانه عن جهوده الانتخابية الجديدة، قام ببيع عملات فضية، وبيع كتب مقدسة، وأحذية رياضية ذهبية، وبطاقات تداول رقمية، ومن الأسبوع الماضي، ساعات مرصعة بالماس، كلها تحمل علامته التجارية أو صورته أو مواضيع حملته.
ومثل شركته الإعلامية الاجتماعية، تبرز شركته الجديدة للعملات المشفرة، بسبب تضارب المصالح المحتمل. إذا تم انتخاب "ترامب"، فسيكون في وضع يسمح له بالتأثير على اللوائح التي قد تحدد ما إذا كانت شركة "الحرية المالية العالمية" ناجحة أو فاشلة. وقد أعلن "ترامب" بالفعل أنه يعارض التدخل الفيدرالي الصارم في هذه الصناعة، التي تعمل حاليًا في منطقة رمادية قانونية.
وحتى قادة المشروع بدوا غير مصدقين أن المرشح الرئاسي يقفز إلى شراكة مع شابين مجهولين يبلغان من العمر 39 عامًا في صناعة عالية المخاطر قبل يوم الانتخابات.
ولم يستجب متحدث باسم حملة "ترامب" لطلب التعليق، وعند سؤاله عن خطط الشركة، قال جيم ريدنر، الذي تم تعيينه في سبتمبر كمتحدث باسم شركة الحرية المالية العالمية، إنه استقال للتو. فيما لم يستجب السيد "هيرّو" و"فولكمان" لطلبات التعليق.
وكان "ترامب" نفسه قد أعلن في عام 2021 أن "العملات المشفرة تبدو كأنها عملية"، لكن آراءه بدأت تتغير الشهر الماضي، بعد أن ناقش التكنولوجيا مع أبنائه الذين كانوا متحمسين لإمكاناتها.
وبدأت شركة الحرية المالية العالمية في التشكل قبل حوالي تسعة أشهر، عندما تم ربط "هيرّو" و"فولكمان" بعائلة "ترامب" من خلال ستيف ويتكوف، مطور عقارات، وابنه زاكاري، وهو مستثمر في مشاريع العملات المشفرة.
و"ويتكوف" هو صديق مقرب من "ترامب"، ومتبرع للجنة العمل السياسي المؤيدة لـ"ترامب"، وقد أدلى بشهادته لصالح "ترامب" في محاكمة الاحتيال المدني للرئيس السابق في نيويورك هذا العام، وكان يلعب الغولف مع "ترامب" خلال أحدث محاولة خطرة على حياة الرئيس السابق.
ونموذج أعمال الشركة لا يزال غامضًا. وقال شخص شارك في العمل، طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة التخطيط الخاص: "إن المنصة ستسهل الاقتراض والإقراض في العملات المشفرة". وتشير المواد الترويجية للشركة إلى أنها ليست مملوكة أو مدارة من قبل "ترامب" أو منظمة "ترامب" أو أفراد عائلة "ترامب"، على الرغم من أنهم قد يتلقون تعويضات.