اجتاحت المظاهرات، اليوم السبت، ولليوم الثاني على التوالي، مدنًا إيرانية كبرى من بينها العاصمة طهران، في حين تصدت قوات الأمن للمحتجين على رفع أسعار الوقود بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وهزت الاحتجاجات، التي بدأت أمس الجمعة واستمرت السبت، مدن مشهد (شمال شرق) وسرجان (جنوب) والأحواز (غرب)، وتخللتها مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن الإيرانية.
وذكر ناشطون ووسائل إعلام إيرانية، أن شخصًا على الأقل قتل في مدينة سرجان، في حين ترددت أنباء عن مقتل ثلاثة متظاهرين في الاحتجاجات حتى الآن.
وقال المدعي العام الإيراني، إن طهران "ستتصدى بحزم للمخلين بالأمن والنظام العام"، في إشارة إلى المتظاهرين الذين خرجوا احتجاجًا على رفع أسعار الوقود في البلاد، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية.
وذكرت مصادر في المعارضة الإيرانية أن قوات الأمن أطلقت الرصاص على المحتجين في مدينة ساوة وسط إيران، وفي مدينة بهبهان جنوب غربي إيران.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الحكومية إن الاشتباكات في سرجان كانت شرسة. وأضافت أن المتظاهرين حاولوا مهاجمة مستودع للنفط بنية إشعال النار فيه، لكن المحاولة "لم تنجح" نتيجة "رد فعل قوات الأمن".
وذكر راديو "فاردا" التابع للمعارضة الإيرانية أن المتظاهرين خرجوا في أكثر من 37 مدينة.
وقال موقع "فارس" الإخباري القريب من الحرس الإيراني إن الاحتجاجات في مقاطعة خوزستان الغنية بالنفط وسرجان في مقاطعة كرمان جنوب شرقي البلاد كانت الأكثر حدة.
وشهدت العاصمة طهران احتجاجات متقطعة. وأظهرت لقطات بثها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي اشتعال النار بمحطة وقود في أحد الطرق الرئيسية في طهران. وهاجم المتظاهرون الإيرانيون الغاضبون سيارة للشرطة وقلبوها.
وكانت أصفهان وشيراز أيضًا مسرحًا لمظاهرات احتجاج واسعة النطاق نسبيًا، السبت، وفق ما ذكر ناشطون عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقطعت السلطات الإيرانية خدمات الإنترنت عن مدن عدة في البلاد في محاولة لتحجيم التواصل بين المتظاهرين، ومنع بث مشاهد أعمال قمع المحتجين، التي قد تستفز سكان مدن أخرى للنزول إلى الشوارع.