يجتمع قادة العالم في باكو، عاصمة أذربيجان اليوم (الاثنين)، للمشاركة في الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 29" ، لمناقشة قضايا المناخ الملحة، وسط مخاوف متزايدة بشأن مستقبل كوكب الأرض، حيث تستعد الولايات المتحدة، القوة العظمى المسؤولة عن انبعاثات غازات الدفيئة، للانسحاب من اتفاقية باريس، وهي معاهدة دولية تهدف إلى حماية كوكبنا، ويخطط الرئيس دونالد ترامب، الذي يسخر من تغير المناخ، لإخراج الولايات المتحدة من الاتفاقية، مما يثير قلقًا دوليًا، إذ إن هذا الانسحاب المحتمل يهدد بتقويض الجهود العالمية للتصدي لتغير المناخ، حيث تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في هذه القضية.
وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس له عواقب وخيمة على جهود مكافحة تغير المناخ. ففي الوقت الذي يتعين فيه على الدول خفض انبعاثات غازات الدفيئة بشكل حاد وسريع، تتراجع الولايات المتحدة عن التزامها، مما يهدد بزيادة الاحترار العالمي. كما أن هذا الانسحاب قد يؤدي إلى تخلي الولايات المتحدة عن خطط تقديم المساعدات المالية للدول الفقيرة، والتي تعاني بالفعل من آثار تغير المناخ.
وتُعدّ المساعدات المالية للدول النامية أحد الجوانب الرئيسية لاتفاقية باريس. فهذه الدول، التي لم تساهم بشكل كبير في الاحترار العالمي، تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع كوارث المناخ المتزايدة. ومن شأن انسحاب الولايات المتحدة أن يحد من الدعم المالي لهذه الدول، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع وتزايد المخاطر التي تواجهها.
وأثارت خطط ترامب للانسحاب من اتفاقية باريس قلقًا دوليًا. فالدول الأخرى، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة، تتساءل عن التزامها بالاتفاقية في ظل هذه التطورات. وقد أعرب الدبلوماسيون الأجانب عن قلقهم بشأن مستقبل المفاوضات متعددة الأطراف، خاصة مع عدم وضوح الرؤية بشأن سياسات ترامب تجاه المناخ.
في ظل عدم اليقين بشأن مستقبل السياسات المناخية الأمريكية، يبرز دور الولايات والحكومات المحلية في سد الفجوة. فقد أظهرت بعض الولايات التزامها بالطاقة النظيفة، على الرغم من سياسات الإدارة الفيدرالية. كما أن هناك جهودًا مبذولة من قبل حكام الولايات وعمدتها لمواصلة الالتزامات المناخية، على أمل الحفاظ على الزخم في المعركة ضد تغير المناخ.
ويمثل انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس تحديًا كبيرًا للجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ. فبدون مشاركة الولايات المتحدة، قد تصبح الأهداف الطموحة للاتفاقية بعيدة المنال. كما أن هذا الانسحاب قد يؤدي إلى فقدان الثقة في الولايات المتحدة كشريك موثوق في هذه المعركة، مما قد يؤثر على التعاون الدولي، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
ويتوقف مستقبل كوكبنا على الجهود الجماعية للدول في مكافحة تغير المناخ. وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس يهدد بتقويض هذه الجهود، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على البيئة والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. يجب على المجتمع الدولي العمل معًا لإيجاد حلول فعالة، وضمان التزام جميع الدول بالاتفاقيات الدولية، لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.