"علينا الاستعداد للعمل في عالم أكثر خطورة"؛ هكذا حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، من التنافس الضخم للحصول على أسلحة نووية، وسط تزايد سقف التوقعات باندلاع حرب نووية في أي لحظة.
ويتوقّع خبيران في العلاقات الدولية، بحسب "سكاي نيوز عربية"، أن يتسارع السباق النووي، خاصة بعد التحدّيات التي تواجهها روسيا والصين وكوريا الشمالية في صراعهم مع الولايات المتحدة وحلفائها.
وخلال كلمته في مؤتمر مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل الذي انعقد في واشنطن بين 17 - 20 أبريل، أعطى "ستولتنبرغ" تحذيرات من أن العالم سيواجه مخاطر بسبب التكالب على امتلاك السلاح النووي، مستدلًّا بهذه المؤشرات؛ منها أن الصين تزيد قدراتها النووية، فبعد أن كانت في 2018 تملك حوالي 200 قنبلة، تخطط الآن للوصول إلى 1500 قنبلة بحلول عام 2035، وروسيا قد تلجأ لسلاحها النووي في حربها مع أوكرانيا، خاصة بعد انسحابها من اتفاقية "نيو ستارت" للحدّ من التسلح النووي.
ووفق إحصائيات رسمية هناك فقط 9 دول تمتلك إمكانيات نووية، معظمها يحمل عداء شديدًا لبعضها البعض، وهذه الدول هي: الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، وباكستان، والهند، وإسرائيل، وفرنسا، وبريطانيا.
وحسب المعلن: تملك الولايات المتحدة أكبر ترسانة بـ7 آلاف قنبلة، تليها روسيا 6500، ثم الصين 400، وبريطانيا وفرنسا 300، وباكستان والهند 150 لكلٍّ منهما، وإسرائيل 80، ثم كوريا الشمالية 20 قنبلة.
وبالنظر للقائمة المذكورة: يتّضح وجود خلافات بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة، والصين وروسيا وكوريا الشمالية من جهة، وكذلك بين الهند وباكستان.
وفي تقدير المتخصّص في الشأن الدولي جاسر مطر: فإن مصطلح "سلاح ردع" تردده الدول الساعية لامتلاك السلاح النووي، لكن الأنسب أن هذه الأسلحة هي "أسلحة إرهاب وتخويف".
ورغم أن جهودًا سابقة خفضت عدد الرؤوس النووية بعد أن وصلت القرن الماضي إلى 70 ألف رأس، إلا أن الخطر يعود للتصاعد؛ لأنه حتى هذه اللحظة يوجد أكثر من 15 ألف رأس، 100 منها قادرة على محو العالم.
وهناك تطوُّر كبير في الوسائل التي تحمل هذه الأسلحة من صواريخ باليستية، وغواصات قادرة على إطلاق صواريخ نووية، وطائرات تستطيع حمل هذا الجحيم للعالم أجمع. فيما يعيد انسحاب روسيا من اتفاقية "نيو ستارت" التنافسَ مرة أخرى، وهناك توقع بأن ترتفع أعداد الرؤوس النووية بعد حرب أوكرانيا.
وبشكل محدّد، يشير مازن حسن، المتخصص في الشأن الصيني، إلى تطوير قوى نووية لنفسها بشكل سريع يجب أن يقلق العالم منه، وهذه القوة تتمثّل في دولتين؛ حيث كوريا الشمالية التي اختبرت صواريخ باليستية قادرة على الوصول للولايات المتحدة، كما اختبرت أكثر من 6 قنابل نووية بين متوسطة إلى شديدة الانفجار، ومع تفاقم خلافها مع واشنطن قد تكون هي شرارة جحيم الحرب الجديدة، وللصين تحركاتها النووية ردًّا على تدخل واشنطن في ملف تايوان وبحر الصين.
في عام 1970 وقّعت أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا على معاهدة عدم انتشار السلاح النووي، ورفضت الانضمام الهند وباكستان وإسرائيل، وتراجعت كوريا الشمالية.
وتنصّ المعاهدة على أن الخمس الأوائل هم فقط من يملكون السلاح النووي، ولا يحقّ لأي دولة توقّع على المعاهدة امتلاك هذا السلاح، وانضمّت للاتفاقية أكثر من 100 دولة، لكن الأحداث التي يشهدها العالم خلقت أجواء تنافسية، ودخل قائمةَ ملاك القنابل النووية الهندُ وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية.