في كل شبر في غزة قصة مأساوية، وحكايات تتقطع لها القلوب، لكن يبدو أن مستشفى ناصر الطبي في خانيونس حاز بمفرده نصيب الأسد من المآسي؛ فالمستشفى الذي يؤوي المرضى والجرحى بات محاصَرًا حصار الإغريق لمدينة طروادة في الأساطير الإغريقية؛ إذ يمارس الاحتلال الإسرائيلي كارثة جديدة بحق المجمع الطبي بقطع الإمدادات الطبية عنه، واعتقال طواقمه الطبية، وترهيبهم، واقتحام المستشفى بعناصره العسكرية.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، هناك عدد من السيدات ولدن أطفالهن بلا كهرباء، وبلا ماء، وبلا طعام، وبلا تدفئة في "ناصر"، في ظروف مأساوية غير إنسانية، يندى لها الجبين.
واقتحم الاحتلال الإسرائيلي الخميس الماضي مستشفى "ناصر" الطبي، بزعم أن لديه معلومات استخبارية موثوقة، تشير إلى أن حماس احتجزت رهائن إسرائيليين بداخله.
وأعلن جيش الاحتلال أن قواته اعتقلت 100 شخص، كانوا داخل المستشفى في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بدعوى أنهم من العناصر الإرهابية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت عددًا كبيرًا من إدارة وطواقم المستشفى، وهم على رأس عملهم يؤدون واجبهم المهني الإنساني في علاج الجرحى والمرضى.
وأفادت في بيان عبر صفحتها الرسمية في "فيسبوك" بأن "إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال عدد كبير من إدارة وكوادر مجمع ناصر الطبي هو جريمة حرب، واستهتار بحياة المرضى والجرحى الذين هم بأمسّ الحاجة إلى الرعاية والعلاج المباشر".
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي استهدف قسم العظام في المجمع؛ ما أدى إلى مقتل أحد المصابين، وإصابة العديد من المرضى.
وبحسب المتحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نيبال فرسخ، فإن الاحتلال الإسرائيلي أجبر المرضى والطواقم الطبية على إخلاء المستشفى، واصفة الوضع داخل المستشفى بأنه "صعب للغاية".
وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض السماح بإجلاء الجرحى والمرضى من ذوي الإصابات الخطيرة لعلاجهم في مستشفيات أخرى، ولاسيما مع عدم توافُر الأكسجين.
من جهتها، حذَّرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة من "تدمير" يتعرض له مستشفى ناصر على يد الجيش الإسرائيلي، فيما يواجه النازحون والمرضى والطاقم الطبي فيه "التصفية"، وناشدت المنظمات الدولية سرعة التدخل لحمايتهم.