"لقد فعلناها جو"، هكذا زفت كاملا هاريس للرئيس "بايدن" خبر فوزهما برئاسة البيت الأبيض في الولاية الحالية لتدخل التاريخ كأول امرأة تفوز بمنصب نائب الرئيس.
أمام هاريس فرصة جديدة لدخول التاريخ مجدداً، فبعدما كانت أول امرأة في التاريخ الأمريكي تنتخب لمنصب نائبة الرئيس قد تصبح هاريس أول امرأة تنتخب لرئاسة الولايات المتحدة بعد انسحاب بايدن من الانتخابات.
وتواجه هاريس (59 عاماً) خصماً عنيداً هو دونالد ترامب البالغ من العمر 78 عاماً، فماهي فرص نجاح المرأة ذات البشرة السمراء وهل سيكون الطريق سهلاً إلى البيت الأبيض.
تختصر حياة هاريس الشخصية «الحلم الأمريكي» للعديد من المهاجرين إلى الولايات المتحدة بسبب أصولها اللاتينية الإفريقية والآسيوية الهندية، حيث ولدت هاريس في كاليفورينا عام 1964 وهي منحدرة من أصول مهاجرة هندية من ناحية الأم وجامايكية من ناحية الأب.
التحقت بجامعة هوارد، التي تأسّست في واشنطن لاستقبال الطلاب السود في خضمّ الفصل العنصري، وتخصصت في العلوم السياسية والاقتصاد، وفي عام 1989، حصلت هاريس على درجة الدكتوراه في القانون من كلية هاستينغز للقانون بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو.
بعد التخرج اختارت هاريس مهنة المحاماة، وفي عام 2003 انتخبت مدعياً عاماً في سان فرانسيسكو، وفي عام 2010 انتخبت مدعياً عاماً لولاية كاليفورنيا، أمّا في عام 2017 فشغلت منصب عضو مجلس الشيوخ، وفازت هاريس بكل الانتخابات باستثناء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2019، وأصبحت نائبة للرئيس الأمريكي في عام 2021، لا تختلف آراؤها كثيراً عن الرئيس بايدن في عديد الملفات.
تعد هاريس من كبار منتقدي الرئيس السابق دونالد ترامب في العديد من القضايا؛ من تعاطيه مع أزمة تفشي جائحة «كورونا» إلى العنصرية وصولاً إلى الهجرة، وبعد انتخابه في نوفمبر 2016، تعهدت هاريس بحماية المهاجرين من سياسات ترامب، وأدانت قراره الرئاسي بمنع مواطني سبع دول، غالبيتها مسلمة، من دخول الولايات المتحدة. كما صوّتت لمصلحة عزله في محاكمته بمجلس الشيوخ.
وسعياً «لإلحاق الهزيمة به»، أكدت على الحاجة لإعادة تشكيل «تحالف» يضم أمريكيين من أصول إفريقية وإسبانية ونساء ومستقلين وجيل الألفية، وفي 2020 وصف ترامب، هاريس بأنها "وحش" و"امرأة غضوبة" وهي ألفاظ تحمل في طيّاتها بُعداً عنصرياً وصوراً نمطية عن المرأة السوداء، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وبعد أداء بايدن الضعيف في المناظرة في 27 يونيو 2024، عاد المرشح الجمهوري البالغ 78 عاماً ليشن الهجمات على البدلاء المحتملين لبايدن بعد انسحابه من السباق الرئاسي.
وفي تجمع حاشد أقامه في ميشيغان منذ محاولة اغتياله قبل أسبوع وصف ترامب نائبة الرئيس كامالا هاريس بأنها “مجنونة”، وقال “أدعوها كاميلا الضاحكة. هل رأيتها تضحك؟ يمكنك أن تتعلم الكثير من الضحك، إنها مجنونة”، ويسعى ترامب دائماً إلى اختيار ألقاب ساخرة لنائبة الرئيس، مؤكداً أنه سيكون من الأسهل التغلب على هاريس.
صحيح أن دعم بايدن لترشح هاريس لخلافته منحها دفعة لكن طريقها إلى البيت الأبيض ليست معبدة بالكامل، حيث يتوجب عليها إقناع منتقديها بقدرتها على هزيمة ترامب، وإذا ما حصلت على ترشيح مؤتمر الحزب الديمقراطي الشهر المقبل فقد تمنح هاريس فرصة أكبر لدخول التاريخ كأول سيدة أولاً وأول سمراء تصبح رئيسة للولايات المتحدة.