دان البرلمان العربي استمرار إثيوبيا في اتخاذ خطوات أحادية الجانب، وذلك بعد إعلان إتمامها عملية الملء الرابع لخزان "سد النهضة"، فيما أكدت الخارجية المصرية أن استمرار إجراءات ملء خزان السد دون اتفاق مع دولتَي المصب يعد انتهاكًا لاتفاق المبادئ الموقَّع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015، ومخالفة قانونية.
وفي التفاصيل، أكد البرلمان العربي في بيان أن "تلك الانتهاكات تتناقض بشكل تام مع الاتفاقيات الثنائية والدولية التي تنظِّم استخدام مياه نهر النيل، وكذلك مع القوانين والاتفاقيات المنظمة لاستخدام مياه الأنهار الدولية بشكل عام، كما تتناقض مع مبادئ حسن الجوار".
وطالب الجانب الإثيوبي بعدم المماطلة، والتوقف عن التعنت المستمر لنحو عشر سنوات من المفاوضات، أثبتت خلالها كل من مصر والسودان مواقف مسؤولة ومتزنة، تعكس الحرص الشديد على التوصل إلى اتفاق يراعي مصالح جميع الأطراف، وفقًا لـ"روسيا اليوم".
وأكد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي أن البرلمان يجدد دعمه التام للحقوق المائية لكل من مصر والسودان في مياه نهر النيل، مؤكدًا أن هذه الحقوق تمثل جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، ويرفض المساس بها بأي شكل من الأشكال.
وطالب البرلمان العربي دولة إثيوبيا بالتجاوب مع المساعي المصرية للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء سد النهضة وتشغيله دون الإضرار بالمصالح المائية لكل من مصر والسودان.
وجدد التشديد على أن أية تصرفات أحادية لن تغير شيئًا من الطبيعة القانونية والتاريخية للحصص المائية الثابتة لكل من مصر والسودان في مياه نهر النيل، والمعترف بها دوليًّا.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها اليوم الأحد، ردًّا على ما تم إعلانه اليوم حول إتمام إثيوبيا عملية الملء الرابع لخزان سد النهضة، أن ذلك يعد استمرارًا من جانب إثيوبيا في انتهاك إعلان المبادئ الموقَّع، الذي ينص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي قبل الشروع في عملية الملء.
ولفتت الخارجية إلى أن اتخاذ إثيوبيا مثل تلك الإجراءات الأحادية يعد تجاهلاً لمصالح وحقوق دولتَي المصب وأمنها المائي الذي تكفله قواعد القانون الدولي.
وأوضحت أن هذا النهج، وما ينتج عنه من آثار سلبية، يضع عبئًا على مسار المفاوضات المستأنفة، التي تم تحديد 4 أشهر للانتهاء منها، والمعقود الأمل بأن تشهد جولتها القادمة المقرر عقدها في أديس أبابا انفراجة ملموسة وحقيقية على مسار التوصل إلى اتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد.
وفي السياق ذاته، قال خبير المياه المصري عباس شراقي في تصريحات صحفية إن كمية التخزين في بحيرة سد النهضة في شهري يوليو وأغسطس و8 أيام من سبتمبر بلغت نحو 24 مليار متر مكعب عند منسوب 625 مترًا فوق سطح البحر.
وأشار إلى أن إثيوبيا انتهت من الملء الرابع لخزان سد النهضة مساء الجمعة الماضية وفق ما كشفت عنه أحدث صور التقطتها الأقمار الصناعية، موضحًا أنها تعادل نحو 50% من المتوسط السنوي لتدفق نهر النيل.
وفي وقت سابق اليوم الأحد أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد انتهاء عملية تعبئة سد النهضة الضخم على النيل الأزرق، الذي يشكل مصدر توتر مع مصر والسودان.
وكتب أحمد عبر منصة "إكس": "أعلن بسرور بالغ أن التعبئة الرابعة (الأخيرة) لسد النهضة تمت بنجاح"، وذلك بعد أسبوعين من جولة مفاوضات جديدة بشأنه بين الدول الثلاث. كما نشر رئيس الوزراء الإثيوبي مقاطع فيديو على صفحته الرسمية على منصة "X".
وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا منذ 2011 للوصول إلى اتفاق حول ملء سد النهضة وتشغيله إلا أن جولات طويلة من التفاوض لم تثمر حتى الآن اتفاقًا؛ إذ بدأت في 27 أغسطس جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة.