في ظل تصاعد وتيرة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، يبدو أن الأوضاع تتجه نحو مرحلة خطيرة وغير مسبوقة، إذ تشير التقارير والتحليلات إلى أن القوات الروسية تحقق تقدمًا ملحوظًا وبوتيرة متسارعة، حيث استولت على مساحة كبيرة من الأراضي الأوكرانية خلال الشهر الماضي، مما يثير مخاوف جدية حول مستقبل هذه الحرب.
وتشير البيانات الصادرة عن مصادر مستقلة وموثوقة إلى أن روسيا حققت تقدمًا غير مسبوق منذ بداية غزوها لأوكرانيا في عام 2022. فخلال الأسبوع الماضي، استولت القوات الروسية على ما يقارب 235 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الأوكرانية، وهو رقم قياسي لهذا العام. هذا التقدم السريع يثير التساؤلات حول الاستراتيجية الروسية ومدى فعالية تكتيكاتها العسكرية، وفقاً لـ"رويترز".
وتركز الاستراتيجية الروسية حاليًا على منطقة دونيتسك، حيث تتقدم القوات الروسية نحو بلدة بوكروفسك وتتغلغل داخل بلدة كوراخوف. وتعتمد روسيا على أسلوب الحصار والقصف المكثف، حيث تحاصر الأراضي ثم تشن هجمات مدفعية وقصف بالقنابل الانسيابية على القوات الأوكرانية. هذا التكتيك أدى إلى تسارع تقدم القوات الروسية، وفقًا لتحليلات الخبراء.
وتشهد منطقة كوراخوف معارك ضارية بين القوات الأوكرانية والروسية. ففي تحديثها الأخير، ذكرت الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن 45 معركة تدور على طول خط الجبهة في تلك المنطقة. إذا تمكنت روسيا من اختراق الدفاعات الأوكرانية في كوراخوف، فستفتح الطريق أمامها للتقدم غربًا نحو مدينة زابوريزهيا، مما سيعزز موقفها الاستراتيجي.
ويرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الأهداف الرئيسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي السيطرة الكاملة على منطقة دونباس، والتي تشمل منطقتي دونيتسك ولوهانسك، بالإضافة إلى طرد القوات الأوكرانية من إقليم كورسك. ويؤكد زيلينسكي على ضرورة طرد جميع القوات الروسية واستعادة جميع الأراضي المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، لتحقيق السلام.
وتواجه القوات المسلحة الأوكرانية تحديات كبيرة في مواجهة التقدم الروسي. فمع تفوق القوات الروسية عدديًا، تعاني أوكرانيا من صعوبات في تجنيد الجنود وتوفير المعدات اللازمة للوحدات الجديدة. هذا النقص في الموارد البشرية والمعدات قد يؤثر على قدرة أوكرانيا على الصمود في وجه الهجوم الروسي المتسارع.
ويصف بعض المسؤولين الروس والغربيين المرحلة الحالية من الحرب بأنها الأخطر منذ بدايتها. فمع تحقيق روسيا لمكاسب إقليمية كبيرة، والسماح للولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية، تتصاعد حدة التوتر والصراع. تشير التقارير إلى أن روسيا استولت على مساحة تعادل نصف حجم لندن خلال الشهر الماضي، مما يسلط الضوء على سرعة وتيرة التقدم الروسي.
ومع استمرار الحرب الدامية بين روسيا وأوكرانيا، يبقى السؤال مطروحًا: هل اقتربت الحرب من نقطة اللاعودة؟ وهل ستتمكن أوكرانيا من الصمود في وجه التقدم الروسي المتسارع؟ أم أن روسيا ستنجح في تحقيق أهدافها الاستراتيجية؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد من التطورات في هذه الحرب التي تثير قلق العالم بأسره.