أكدت المملكة الأردنية أمس الثلاثاء أن تهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود السورية إلى المملكة خطر يهدد الأمن الوطني، مشددة على أنها مستمرة في التصدي لهذا الخطر، ولكل من يقف وراءه.
وفي التفاصيل، قال سفيان القضاة، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية: "إن الأردن زوّدت الحكومة السورية خلال اجتماعات اللجنة المشتركة التي شكلها البلدان بأسماء المهربين والجهات التي تقف وراءهم، وبأماكن تصنيع المخدرات وتخزينها، وخطوط تهريبها، التي تقع ضمن سيطرة الحكومة السورية، إلا أن أي إجراء حقيقي لتحييد هذا الخطر لم يُتخذ"، لافتًا إلى أن "محاولات التهريب شهدت ارتفاعًا خطيرًا في عددها".
وأضاف القضاة بأن "عمليات تهريب المخدرات والسلاح من سوريا إلى الأردن، التي أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من نشامى قواتنا المسلحة، تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن الأردن، ستظل تتصدى له بكل حزم حتى دحره بالكامل"، وفقًا لـ"سكاي نيوز عربية".
وأكد "استعداد الأردن للمضي في التنسيق مع الحكومة السورية لوقف عمليات التهريب، ومحاسبة منفذيها وداعميها.. ويُتوقع من الأشقاء في سوريا إجراءات وخطوات عملية وفاعلة وسريعة ومؤثرة ضدهم".
وشدد على أن "الأردن التي استضافت أكثر من مليون و300 ألف شقيق سوري، ووفرت لهم الأمن والأمان والعيش الكريم، ويذكر العالم كله احتضان نشامى القوات المسلحة الآلاف منهم وهم يعبرون الحدود هربًا من الحرب، حريصة كل الحرص على أمن سوريا وسلامة شعبها الشقيق في كل أنحاء سوريا، وخصوصًا في محافظتَي السويداء ودرعا المجاورتَين اللتين تجمعهما بالأردن علاقات أخوية تاريخية".
ورفض الناطق الرسمي أي "إيحاءات بأن الحدود الأردنية كانت يومًا مصدرًا لتهديد أمن سوريا، أو معبرًا للإرهابيين الذين كان الأردن أول مَن تصدى لهم، بل كان دومًا وسيبقى صمام أمان ودعم وإسناد لسوريا الشقيقة، ولشعبها الكريم في درعا والسويداء المجاورتَين، وفي كل أنحاء سوريا".
وأكد أن "الأردن مستمرة في جهودها للمساعدة على إنهاء الأزمة السورية، والتوصل لحل سياسي، يحفظ أمن سوريا ووحدتها وسيادتها، ويخلصها من الإرهاب والفوضى وعصابات المخدرات، ويحقق جميع طموحات شعبها الشقيق".
وشدد القضاة على أن "الأردن قادرة على حماية حدودها وأمنها من عصابات تهريب المخدرات والسلاح، وستدحرهم، وستُنهي ما يمثلون من خطر بجهود بواسل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية".
واعتبرت وزارة الخارجية السورية أمس الثلاثاء أنه "لا مبرر" لضربات يشنها بين الحين والآخر الطيران الأردني في جنوب سوريا في إطار مكافحته عمليات تهريب المخدرات.
وهذه المرة الأولى التي تدين فيها دمشق الضربات الجوية الأردنية على أراضيها.
وقالت وزارة الخارجية السورية: "سوريا تشدد على أنه لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية"، مشيرة إلى أنها "تحاول احتواءها حرصًا منها على عدم التوتر أو التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية بين البلدين".
وأضافت الخارجية: "سوريا تعرب عن الأسف الشديد من جراء الضربات الجوية التي وجهها سلاح الجو الأردني إلى قرى ومناطق عدة داخل الأراضي السورية"، وآخرها غارات السويداء التي "ذهب ضحيتها عدد من المدنيين من الأطفال والنساء".
واعتبرت الخارجية السورية أن التصعيد الأخير "لا ينسجم إطلاقًا مع ما تم الاتفاق عليه بين اللجان المشتركة من الجانبين"، مؤكدة أن سوريا أبدت استعدادها "للتعاون مع المؤسسات المدنية والأمنية الأردنية إلا أن تلك الرسائل تم تجاهلها، ولم نتلقَّ ردًّا عليها، ولم تلقَ أي استجابة من الجانب الأردني".