إيطاليا.. كيف استقبلت الجالية العربية الفوز التاريخي لليمين المتطرف؟

فوز اليمين المتطرف بالانتخابات التشريعية في إيطاليا
فوز اليمين المتطرف بالانتخابات التشريعية في إيطاليا
تم النشر في

فوزُ اليمين المتطرف التاريخي بالانتخابات التشريعية في إيطاليا الأحد 25 سبتمبر، فجّر العديد من الأسئلة داخل هذا البلد، بينها مستقبل الجالية العربية فيه التي يفوق عددها -بحسب بعض الأرقام- الخمسة ملايين؛ وذلك بسبب العداء الذي يُكنه هذا المعسكر السياسي للهجرة والمهاجرين؛ فكيف استقبلت هذه الجالية هكذا فوز؟ وما مستقبلها بهذا البلد؟ وما الهامش المتاح لها للدفاع عن نفسها في حال تعرضها لأي حيف؟

"إنها المرة الأولى منذ عقود التي يتغير فيها الوجه السياسي للبلاد بشكل كامل"، تكتب صحيفة "ريبوبليكا" اليومية الإيطالية بنبرة قلقة على خلفية نتائج الانتخابات التشريعية التي أدت الأحد 25 سبتمبر إلى فوز تاريخي لليمين المتطرف في إيطاليا.

وحول نتائج هذه الانتخابات، يُلفت النائب في البرلمان التونسي المعلق عن دائرة إيطاليا مجدي الكرباعي، في حديث لـ"فرانس 24"، إلى أنها "كانت منتظَرة، وإن كنا نأمل أن اليسار الإيطالي سيتحرك ويتجاوز خلافاته الداخلية حتى يدخل هذه الانتخابات بقوة أكثر، ويحصل على نتائج أفضل؛ لكن اليسار عمومًا يعاني في الوقت الحالي والنتائج التي يجنيها في أكثر من بلد تؤكد تراجعه".

وبالنسبة للإعلامي والناشط السياسي المغربي عبدالمولى البصراوي: "عمومًا الأجانب المقيمون على التراب الإيطالي استقبلوا نتائج الانتخابات التشريعية بحيطة وحذر شديدين. لأن حزبي "إخوة إيطاليا" وهو حزب عنصري متطرف في طروحاته ومواقفه، و"رابطة الشمال" الذي كان ينادي بتقسيم إيطاليا إلى شطرين شمالي وجنوبي ثم حزب برلسكوني، لهما حساسية مفرطة تجاه الأجانب عمومًا والجالية المسلمة خاصة".

"وهذا الشعور بالحيطة والحذر مع فوز اليمين المتطرف بهذه الانتخابات" -يضيف البصراوي في حديث لـ"فرانس 24"- "له ما يبرره؛ لكون هذه الجالية اصطدمت في عدة مناسبات مع هذا المعسكر السياسي في مناطق مختلفة من البلاد، خصوصًا في قضايا مرتبطة ببناء مراكز ثقافية ومساجد وتدريس اللغة العربية.. إلى غير ذلك".

"هناك شعور بالخوف ليس لدى الجالية العربية فقط، وإنما جميع الجاليات الأخرى، وإن كان المستهدف الأول هو الجالية المسلمة، على اعتبار أن "جورجيا ميلوني" قد صرحت قبل سنوات، بأن إيطاليا إن كانت في حاجة إلى المهاجرين، فيجب أن تعطى الأولوية لأمريكا اللاتينية وتحديدًا لسكانها المتحدرين من أصول إيطالية".

ويوضح الباحث المغربي في مجال الهجرة عبدالله جبار: يبدو أن المهاجرين عمومًا في هذا البلد تنتظرهم "أيام صعبة"، وحسب البصراوي، "فبدون شك أن اليمين المتطرف بمجرد أن يتولى السلطة سيقوم بتضييق الخناق على الجاليات، خصوصًا على إجراءات الحصول على وثائق الإقامة، بناء المساجد، ومحاولة الحد من نشاط الجمعيات الأجنبية، وتقليص الدعم لهذه الجمعيات، وتغيير القوانين من أجل محاصرتها. وهي مواقف طالما عبر عنها حزبا "رابطة الشمال" و"إخوة إيطاليا".

ويعتبر "البصراوي" أن "هذه الأحزاب حصدت أعدادًا كبيرة من الأصوات لاستغلالها ورقة المهاجرين خصوصًا غير الشرعيين، وما يترتب على هذه الظاهرة في بعض الأحيان من جرائم.

وهذا بدون شك أثّر على العملية الانتخابية، لأن هناك إيطاليين يعتقدون أنهم مهددون بخطر اسمه المهاجرون. وهذه فكرة طبعًا خاطئة عَمِلَ على ترسيخها اليمين المتطرف".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org