المبعوث الأمريكي لليمن: الخطاب الحوثي يهدد السفن التجارية.. وواشنطن ستتدخل

أكد استكمال عمليتي بيع صواريخ باتريوت إضافية للسعودية ودفاع جوي للإمارات
المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ
المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ
تم النشر في

كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ من أن عناصر الهدنة الأساسية لا تزال صامدة وتتواصل الدبلوماسية الأمريكية والمفاوضات المكثفة التي تقودها الأمم المتحدة وذلك بعد القلق من عدم قبول الحوثيين باقتراح الأمم المتحدة تمديد الهدنة بتاريخ 2 أكتوبر.

وتفصيلاً، قال "ليندركينغ" في مؤتمر صحفي عقده عبر الهاتف اسمحوا لي أن أوضح ما أعنيه عندما أتحدث عن عناصر الهدنة الأساسية، فما زال ثمة مستوى منخفض نسبي من أعمال العنف في البلاد وتواصل سفن الوقود تفريغ حمولتها في ميناء الحديدة وستتواصل الرحلات التجارية في مطار صنعاء وقال لقد كانت عناصر الهدنة المحددة هذه فعالة للغاية وحققت نتائج ملموسة للشعب اليمني على مدى الأشهر الستة الأخيرة.

وأضاف نحن نعتبر أنه ثمة خيار واضح، من جهة هناك خيار العودة إلى الحرب التي لن تحقق شيئا سوى المزيد من الضحايا والدمار في اليمن وتتسبب بالمزيد من الارتباك بشأن مسار الصراع، ومن الناحية الإيجابية، فهناك فرصة ألا يتم الاكتفاء بتمديد الهدنة فحسب، بل لتوسيع نطاقها أيضا، أي إضافة المزيد من العناصر الإيجابية عليها، مثل الرحلات الجوية.

وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن هناك مناقشات حيوية جدا تجري مع عدد كبير من الدول بشأن زيادة عدد الوجهات، وتوقع أن يتم تنظيم عملية استقبال الوقود عبر ميناء الحديدة بشكل أكبر، كما توقع التوصل إلى اتفاق بشأن تسديد الرواتب.

وقال: لقد كان هذا مطلباً أساسياً من الطرفين، أعني مطلب سداد رواتب موظفي الخدمة المدنية اليمنيين الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ سنوات عدة، أي المعلمين والممرضات وموظفي الخدمة المدنية.

ونوه بأن هذه هي المنافع التي ستتحقق في حال كان السلام خيار الأطراف، ولا سيما الحوثيين. هذا خيار واضح جداً بالنسبة إلى المجتمع الدولي والولايات المتحدة.

وأكد" ليندركينغ" أن هناك ثمة التزام علني من الحكومة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية بشأن قضية الرواتب وقد تم نشره، وفي الواقع، كانت العقبة أمام تمديد الهدنة، حيث فرض الحوثيين يوم الأحد مطالب متطرفة ومستحيلة لم تتمكن الأطراف من تحقيقها في الوقت المتاح طبعا. لذلك أعتقد أنه في حال بيّن الحوثيون المزيد من المرونة في المستقبل، فإن هذا سيفتح الطريق أمام خيار السلام الأفضل بكثير على ما أعتقد.

وأردف: أعتقد أنه من المهم بمكان أن نشير إلى أن الدبلوماسية الأمريكية والأممية والدولية مستمرة بلا هوادة.. لا هوادة على الإطلاق في المشاركة بين الأطراف وعبر خطوط أطراف النزاع. تظل كافة القنوات مفتوحة معتقداً أن هذا الأمر مهم جدا في هذه المرحلة الحساسة بشكل خاص. لذا نريد أن تبقى هذه القنوات مفتوحة، إذ تستطيع بناء الطريق إلى السلام الدائم. لهذا سأعود إلى المنطقة في المستقبل القريب جدا لمواصلة هذه المشاركة الأمريكية النشطة جدا والرامية لاستكمال جهود المبعوث الأممي.

وأكمل: عندما نتحدث عن فوائد السلام الملموسة، دعونا نفكر في ما سبق أن شهدناه، أي الانخفاض الهائل في الضحايا المدنيين بنسبة 6 بالمئة، وقد تمكن أكثر من 25 ألف مواطن يمني من السفر على متن رحلات تجارية من مطار صنعاء وإليه لأول مرة منذ العام 2016، وثمة كمية وقود أكثر بخمس مرات تدخل السوق اليمني عبر ميناء الحديدة شهرياً مقارنة بالعام الماضي، مما يجعله متاحاً على نطاق واسع ويخفض أسعار الوقود بشكل فعلي.

واستطرد: أعتقد أن هذه الفوائد مهمة جدا، وقد أشارت المنظمات الإنسانية إلى أن كلاً من هذه العوامل يمكنها من القيام بعملها ويتيح الوصول ويمكّن اليمنيين من الحصول على رعاية طبية خارج اليمن في الحالات التي لا يستطيع النظام الصحي اليمني معالجتها، كما يمكن الأسر من لقاء أفرادها في الخارج.

وبين أن هذه أمور وفوائد ملموسة جدا في الولايات المتحدة معتقداً أن هذا رأي اليمنيين أيضا، ويمكن توسيع كافة هذه الفوائد وثمة اهتمام من الجانبين بتوسيع نطاق هذه العناصر، ونستطيع أن نرى المزيد من هذه الفوائد الملموسة في حال تجديد الهدنة وتمديدها، لذلك نعتقد أنه من المهم بمكان أن يصغي الحوثيون إلى أصوات الرجال والنساء والأطفال اليمنيين ويعطوا الأولوية لمستقبل أكثر إشراقا لليمن.

وأوضح المبعوث الأمريكي أن اقتراح الهدنة الذي قدمته الأمم المتحدة يتضمن أيضاً مسارا نحو عملية سياسية، مشيراً إلى أن هذا المسار عنصر أساسي. على الرغم من فوائد الهدنة الملموسة، ونشعر جميعنا أنها ليست سوى الخطوة الأولى في جهد سلام أوسع نطاقاً في اليمن. و تفتح الهدنة الممددة الطريق أمام وقف دائم لإطلاق النار ومحادثات يمنية-يمنية تقرر مستقبل البلاد، وهذه احتمالات مهمة جداً يمكن تحقيقها إذا اعتمدتها الأطراف

ولفت إلى أن من المطالب المتطرفة، أصرار الحوثيون على سداد رواتب عناصر الجيش والأمن الحوثيين أولا، على الرغم من حصول محادثة إيجابية حول سداد رواتب موظفي الخدمة المدنية اليمنيين. وقضى هذا الشرط على المناقشة بشكل أساسي وخلق عتبة صعبت على الجانب الثاني التفكير فيها. حيث كان المطلب غير معقول على الإطلاق وأعتقد أن بعض قادة الحوثيين يدركون ذلك.

وأكد أنه من المهم جداً أن يعود الحوثيون إلى طاولة المفاوضات وألا يعرضوا رواتب المعلمين والممرضات وموظفي الخدمة المدنية للخطر من خلال هذه الطلبات الصعبة. وهذا هو المعروض وهذا ما طالب به الحوثيون في خلال الأشهر العديدة الماضية. وقال أنا واثق وأعتقد أن مبعوث الأمم المتحدة واثق أيضاً من إمكانية التوصل إلى اتفاق إذا ابتعد الحوثيون عن المطالب الصعبة جدا التي فرضوها في اللحظة الأخيرة وتراجعوا بذلك عن الالتزامات التي تعهدوا بها في وقت سابق من العملية.

وقال "ليندركينغ": لا أعرف إن كان الموضوع مرتبطاً بإيران، وقد كان من دواعي سرورنا أن الإيرانيين رحبوا بكل تجديد للهدنة طيلة فترتها، أي في 2 نيسان/أبريل و2 حزيران/يونيو و2 آب/أغسطس، وعبروا عن ذلك من خلال رسائل خاصة إلى عدة دول وأطراف سبق أن تحدثنا إليها لأننا لا نتحدث مباشرة مع الإيرانيين كما تعلمون، وقد أشارت هذه الأطراف أيضاً إلى أن الإيرانيين يؤيدون ويتبنون حل الصراع سياسياً ويؤمنون بأنه ما من حل عسكري له. ولكن ينبغي أن نشهد على تدابير إيرانية فعلية تدعم هذا النهج الأكثر إيجابية، ولم نشهد على ذلك بصراحة. نحن نتطلع لنرى لذلك ولكننا لم نشهد عليه. ويجب أن نتعامل مع التدخل الإيراني بناء على ما رأيناه حتى الآن، والذي كان سلبياً طيلة فترة الصراع.

وتابع: رأينا الخطاب الحوثي الذي يهدد شركات الشحن والنفط التجارية، وهو غير مقبول على الإطلاق، وأوضحنا ذلك في البيان الذي أصدرناه يوم الاثنين من واشنطن، ويبقى من مصلحتنا الوطنية أن نساعد شركائنا الخليجيين في الدفاع عن أنفسهم ضد أي عدوان خارجي، وسنفعل ذلك في حالة تعرضهم لعدوان من اليمن. وكان الرئيس ووزير الخارجية واضحين بالقول إن الولايات المتحدة ستستمر في دعم شركائها الخليجيين واحتياجاتهم الدفاعية المشروعة لمواجهة التهديدات القائمة والناشئة، بما في ذلك الهجمات عبر الحدود من اليمن وأماكن أخرى ضد أهداف داخل السعودية والإمارات العربية المتحدة. ففي نهاية المطاف، يعيش أكثر من 120 ألف مواطن أمريكي ويعملون في دول منطقة الخليج. وأعرف أنه ما من هدف أسمى بنظر الرئيس ووزير الخارجية من ضمان أمن الأمريكيين أينما كانوا يعيشون في الخارج.

وأشار إلى أن استكمال عمليتي بيع محتملتين مسار إخطار الكونغرس في سبتمبر، مما سمح بنقل مستقبلي لصواريخ باتريوت إضافية إلى المملكة العربية السعودية وصواريخ دفاع جوي عالية الارتفاع (THAAD) إلى الإمارات العربية المتحدة. لذلك لعبت هذه الذخائر دوراً رئيسياً في الدفاع عن كلا البلدين من الطائرات بدون طيار عبر الحدود والهجمات الصاروخية القادمة من اليمن.

وشدد على النقطة الأساسية، وهي أننا والمجتمع الدولي ندعو كافة الأطراف إلى ضبط النفس في هذه المرحلة الحساسة بشكل خاص.و يجب أن نصر على أن تمارس كافة الأطراف أقصى درجات من ضبط النفس في غياب الهدنة الرسمية المدونة التي تم الاتفاق عليها ورحب بها الطرفان والتزما بها.

وعبر المبعوث الأمريكي عن قلقه البالغ إزاء الوضع الإنساني في اليمن، فمعظم المقاييس التي ينظر إليها العاملون في المجال الإنساني لاستخدامها في تقييم الاحتياجات الإنسانية تشير إلى أن الاحتياجات هائلة والتمويل غير كاف بصراحة. وقال أنا فخور جدا بأن الولايات المتحدة قد ساهمت بخمسة مليارات دولار طيلة فترة الصراع ومليار دولار للمساعدات الإنسانية هذا العام بالتحديد. ولكن خلال محادثاتي مع برنامج الغذاء العالمي والمنظمات غير الحكومية الأخرى، أدرك أن مواردها محدودة واضطرت في الواقع إلى استبعاد بعض الأفراد، أو بالأحرى الآلاف عن المساعدات الغذائية. ونحن بحاجة إلى عكس ذلك. إذا يتمثل جزء من الإجابة باستمرار تمويل الأمم المتحدة للتصدي للأزمة الإنسانية على أساس طارئ.

ويتحقق ذلك أيضاً من خلال إنهاء الحرب. هكذا سنتمكن من تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني بشكل كامل ونهائي. لقد شهدنا على إحراز تقدم من خلال الهدنة. سمعنا من العديد من المنظمات غير الحكومية إنه بتنا نستطيع الوصول إلى آلاف الأشخاص الآخرين الآن بفضل الهدنة، وقد تبدأ عملية إعادة البناء في ظل الهدنة. يمكن فتح الطرق، وهذا ما تتوقعه الولايات المتحدة إذا ما تحققت الهدنة.

وهذه أفضل طريقة لمعالجة الوضع الإنساني في اليمن، ألا وهي التحرك نحو السلام من خلال العودة إلى الهدنة وتوسيع الشروط كما أشرت.

وقال "تيم" إن الخيارات المطروحة على الطاولة كثيرة، وخيار العودة إلى الهدنة هو الذي نريد أن يتم اتخاذه، وهذا هو سبيل تلبية كافة احتياجات اليمن، سواء من خلال خفض التصعيد أو الحركة المستمرة للسفن المحملة بالوقود أو زيادة عدد الرحلات التجارية حتى يستفيد منها آخرون غير الـ25 ألف شخص الذين سبق أن استفادوا، وفتح الطرق، وهو موضوع حددناه كعنصر أساسي يزيد من الوصول ويقلل من الحصار الإنساني في تعز على وجه الخصوص.

وتابع: ما زلنا نشعر ببعض المخاوف لناحية التصنيف كمنظمة إرهابية أجنبية، وينبغي أن تؤخذ هذه المسائل بعين الاعتبار.

وأضاف: نقدر كثيراً الدور الذي تلعبه الدول الأخرى عندما نتحدث عن الوضع الإنساني، ولقد كانت قطر سخية جدا لناحية المساهمة في الاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن وتلبية احتياجات التمويل. ونعتمد أيضاً على التزامات السعوديين والحكومة اليمنية بالحفاظ على شروط الهدنة، لذا دعونا ننظر إلى الالتزامات التي ينبغي على الحوثيين تقديمها. ليتخلوا عن المطالب الصعبة ويعودوا إلى المحادثات المثمرة التي دارت على مدى الأشهر الستة الماضية حول الوصول إلى هدنة موسعة والتقدم باتجاه وقف إطلاق النار الدائم والعملية السياسية اليمنية-اليمنية التي نود جميعا رؤيتها تتحقق.

وأشاد المبعوث الأمريكي بحكومة عمان، وقال أزور مسقط بشكل منتظم، وأزور عمان في كل رحلة أقوم بها إلى المنطقة تقريبا كما تعلمون على الأرجح، والحوار والمشاورات التي أجريناها مع حكومة عمان قيمة جداً ولا تقتصر على مستواي. لقد تحدث وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره العماني يوم الجمعة الماضي، مع السيد بدر البوسعيدي. ونحن نقدر وجهة نظره وآرائه. نرى أن سلطان عمان منخرط جدا في هذا الملف، كما هو ملتزم بعملية السلام التي نتحدث عنها.

وزار العمانيون صنعاء عند تمديد الهدنة الأخيرة في أغسطس كما تعلمون، وكانت مشاركتهم الشخصية مفيدة جدا، ونحن نعلم أن لديهم مخاوف أيضاً إزاء الاستقرار في اليمن والذي قد يؤثر على استقرار السلطنة. لذا نحن نعمل عن كثب مع العمانيين لنحاول معالجة قضايا الاستقرار الأوسع نطاقا، ونحن نقدر كثيرا الدعم الذي قدموه للهدنة وما بعدها.

واختتم المبعوث الأمريكي مؤتمره الصحفي قائلاً أود أن أنهي بالتعبير عن اقتناع راسخ بأن الجهود الدبلوماسية منخرطة بشكل كامل، والقنوات مفتوحة عبر كافة الخطوط، ونحن لم نشهد على هذا الوضع منذ ثماني سنوات من الحرب، إذ ثمة إجماع دولي غير مسبوق على عدم وجود حل عسكري وعلى أن سبيل التقدم هو من خلال اقتراح الهدنة الذي قدمته الأمم المتحدة والفوائد التي ستحققها.

وقال أيضاً: أكرر أن الهدنة ليست سوى الخطوة الأولى، وينبغي أن نستخدم هذه العملية والحوارات البناءة التي استمرت لنأتي بالتقدم الذي رأيناه حتى هذه المرحلة والوصول به إلى المستوى التالي ودفعه إلى فرصة لوقف إطلاق النار الدائم والمحادثات اليمنية-اليمنية حتى نتمكن من إنهاء النفوذ الأجنبي في اليمن، وأعتقد أننا جميعاً نريد ذلك. لندع اليمنيين يجتمعون ويحددون مستقبل بلدهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org