لم يكن حادث منشأة نطنز، وسط إيران، الأحد، الأول من نوعه بالنسبة للمواقع الإيرانية الحسّاسة خلال السنوات القليلة الماضية، فقد تعرّض عديد منها لهجمات سيبرانية عدة، كما طالت عمليات اغتيال علماء إيرانيين بارزين.
واستهدفت الهجمات السيبرانية في سبتمبر 2010، منظومات التحكم التابعة للمنشآت النووية في العاصمة طهران، وذلك عن طريق فيروس إلكتروني ضرب تلك المنظومات وعُرف باسم "ستكسنيت".
وفي العام نفسه، اُغتيل عالم الفيزياء النووية بجامعة طهران مسعود علي محمدي، الذي قُتل في انفجار قنبلة قرب سيارته في طهران، وأشارت مصادر غربية وقتها إلى أن "محمدي" كان يعمل بشكل وثيق مع فريق تطوير البرنامج النووي الإيراني.
كذلك لقي العالم النووي الإيراني مجيد شهرياري مصرعه في انفجار سيارة مفخخة في طهران في العام ذاته، علماً أنه لعب دوراً مهماً في أحد أكبر المشروعات النووية في البلاد، بحسب مسؤولين إيرانيين.
وخلال عام 2012، تعرّض البرنامج النووي الإيراني لهجوم آخر بوساطة فيروس يسمّى "فلايم"، معطلاً كثيراً من المنظومات المتحكمة في عدد من المنشآت النووية.
الاتصالات الإيرانية كانت أيضاً هدفاً لمثل تلك الهجمات، ففي عام 2018 تمّ شن هجوم إلكتروني كبير ضرب البنية الأساسية للاتصالات في معظم أجزاء البلاد.
ولطالما كانت منشأة نطنز النووية هدفاً للهجمات الإلكترونية، ففي يوليو 2020، تعرّضت المنشأة لحريق كبير، خلّف أضراراً جسيمة ودمر بحسب تقارير مختبراً فوق الأرض يتم استخدامه لإعداد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
وأكّدت منظمة تكنولوجيا المعلومات التابعة للحكومة الإيرانية بعدها بأيام، تعرّض عددٌ من المؤسسات الحكومية الإيرانية لهجمات إلكترونية كبيرة، وأبرزها البنية التحتية الإلكترونية للموانئ في البلاد.
وتلقت إيران في ديسمبر من العام نفسه، ضربة موجعة تمثلت في اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده، في كمين قرب العاصمة طهران، حيث يشتبه الغرب منذ فترة طويلة في أنه العقل المدبّر للبرنامج النووي الإيراني.