هجوم مجدل شمس.. هل تنجرف "إسرائيل" و"حزب الله" إلى حرب واسعة النطاق؟

كلاهما أعلن عدم رغبته في الحرب مع التأكيد على استعداده لها
هجوم مجدل شمس.. هل تنجرف "إسرائيل" و"حزب الله" إلى حرب واسعة النطاق؟
تم النشر في

أدى الهجوم الصاروخي، أمس، على مرتفعات الجولان السورية، التي تحتلها "إسرائيل" إلى زيادة المخاوف من أن "إسرائيل" و"حزب الله" اللبناني المدعومة من إيران، يمكن أن ينجرفا إلى حرب واسعة النطاق، وهو أمر أعلن كلاهما في السابق إلى أنه يريد تجنبه، ولكنهما ذكرا أيضًا أنهما مستعدان له.

وأعلنت "إسرائيل"، اليوم، أنها ستوجه ضربة قوية لـ"حزب الله"، بعد أن اتهمته بقتل 12 طفلًا ومراهقًا في هجوم صاروخي على ملعب لكرة القدم في مرتفعات الجولان، ونفى "حزب الله" أي مسؤولية عن الهجوم على مجدل شمس، الذي كان الأكثر دمويةً على الأراضي التي ضمّتها "إسرائيل" منذ هجوم "حماس" في 7 أكتوبر، الذي أشعل الحرب في غزة.

واجتذبت حرب غزة مقاتلين تدعمهم إيران في جميع أنحاء المنطقة، ويعتبر "حزب الله" على نطاق واسع أقوى عضو في الشبكة التي تدعمها إيران، والمعروفة باسم محور المقاومة، وقد أعلن "حزب الله" مرارًا وتكرارًا أنه لن يوقف هجماته على "إسرائيل" ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وبالرغم من ارتباطه بغزة، إلا أن هذا الصراع له ديناميكياته الخاصة.

خسائر فادحة

واعتبرت "إسرائيل" منذ فترة طويلة "حزب الله" أكبر تهديد على حدودها، وأثار قلقها العميق ترسانته المتنامية، والموطئ الذي أقامه في سوريا، وتتسم أيديولوجية "حزب الله" إلى حد كبير بالصراع مع "إسرائيل"، منذ أسسته قوات الحرس الثوري الإيراني في عام 1982 لقتال "إسرائيل"، التي غزت لبنان في ذلك العام، وخاض حرب عصابات لسنوات أدت إلى انسحاب "إسرائيل" من جنوب لبنان في عام 2000.

وألحق الصراع الحالي بالفعل خسائر فادحة في كلا الجانبين، فقد أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار من منازلهم على جانبي الحدود، وقصفت الضربات الجوية الإسرائيلية المناطق، التي يعمل فيها "حزب الله" في جنوب لبنان، وضربت وادي البقاع بالقرب من الحدود السورية، كما استهدفت "إسرائيل" في بعض الأحيان مناطق أخرى، وأبرزها قتل أحد كبار قادة "حماس" في بيروت في 2 يناير.

ووفقًا لمصادر أمنية وطبية وتعداد لـ"رويترز" لإخطارات الوفاة الصادرة عن "حزب الله"، فقد قتلت الضربات الإسرائيلية نحو 350 مقاتلًا من "حزب الله" في لبنان وأكثر من 100 مدني، من بينهم مسعفون وأطفال وصحفيون، فيما ذكر الجيش الإسرائيلي بعد هجوم أمس، أن عدد القتلى بين المدنيين الذين قُتِلُوا في هجمات "حزب الله" ارتفع إلى 23 منذ أكتوبر، إلى جانب ما لا يقل عن 17 جنديًا.

تشريد السكان

وفي "إسرائيل" يعد تشريد هذا العدد الكبير من الإسرائيليين قضية سياسية كبيرة، وكان المسؤولون يأملون في أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم للعام الدراسي، الذي يبدأ في 1 سبتمبر، ولكن هذا أصبح يبدو مستبعدًا بشكل متزايد مع استمرار المواجهة.

وعلى الرغم من شراسة هذه الأعمال العدائية، إلا أنها لا تزال تعتبر مواجهة محدودة نسبيًا، وقد حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ديسمبر من أن بيروت ستتحول "إلى غزة" إذا بدأ "حزب الله" حربًا شاملة، وقد أشار "حزب الله" سابقًا إلى أنه لا يسعى إلى توسيع نطاق الصراع مع التأكيد في الوقت نفسه على أنه مستعد لخوض أي حرب تفرض عليه، محذرًا من أنه لم يستخدم سوى جزء صغير من قدراته حتى الآن.

في عام 2006، دمرت الضربات الإسرائيلية مناطق كبيرة من الضواحي الجنوبية لبيروت التي يسيطر عليها "حزب الله"، وأخرجت مطار بيروت عن العمل، وضربت الطرق والجسور والبنية التحتية الأخرى. وقد فر ما يقرب من مليون شخص من منازلهم في لبنان.

وفي "إسرائيل"، شمل التأثير فرار 300 ألف شخص من منازلهم هربًا من صواريخ "حزب الله"، وتدمير حوالي 2000 منزل، ويمتلك "حزب الله" ترسانة أكبر بكثير مما كانت عليه في عام 2006، بما في ذلك الصواريخ التي يعلن أنها يمكن أن تصل إلى جميع أنحاء "إسرائيل"، وقد أظهر تقدمًا في ترسانته منذ أكتوبر، حيث أسقط طائرات إسرائيلية دون طيار، وأطلق طائراته المسيرة المتفجرة إلى "إسرائيل"، وأطلق صواريخ موجهة أكثر تطورًا.

وغزت القوات الإسرائيلية لبنان عدة مرات في الماضي، ووصلت إلى بيروت في غزو عام 1982، الذي استهدف سحق مقاتلي حرب العصابات الفلسطينيين المتمركزين في لبنان.

وسيتوقف الكثير على ما يحدث في غزة، حيث تعثرت الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإعادة الأسرى الإسرائيليين، ويمكن أن يساعد وقف إطلاق النار هناك في تحقيق انفراج سريع للتوترات في جنوب لبنان، وكانت الولايات المتحدة، التي تعتبر "حزب الله" منظمة إرهابية، في قلب الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تهدئة الصراع، وقد أشار "حزب الله" إلى انفتاحه النهائي على اتفاق يفيد لبنان، لكنه قال: "إنه لا يمكن إجراء أي مناقشات حتى توقف "إسرائيل" هجومها على غزة"، فيما أعلنت "إسرائيل" أيضًا إنها تفضّل تسوية دبلوماسية من شأنها أن تعيد الأمن إلى الشمال، لكنها تقول: "إنها مستعدة أيضًا لهجوم عسكري لتحقيق نفس الهدف".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org