أثار اغتيال "إسرائيل" 7 عمال إغاثة من منظمة "المطبخ المركزي العالمي - وورلد سنترال كيتشن" غير الحكومية ومقرها الولايات المتحدة، إدانات وتنديدات دولية غير مسبوقة لـ"إسرائيل" بانتهاك القانون الدولي الإنساني، رغم إقرار "إسرائيل" بالمسؤولية عن قتل عمال الإغاثة، فما منظمة المطبخ المركزي العالمي؟
تأسست منظمة المطبخ المركزي العالمي، التي تقدم وجبات طازجة للمتضررين من الحروب والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، في عام 2010 من قبل الطاهي الأمريكي إسباني الأصل الشهير خوسيه أندريس في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي، والذي أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص، وخلف عددًا كبيرًا من المفقودين، وكانت تلك المرة الأولى التي تقدم فيها المنظمة مساعداتها في الميدان.
ومن زلزال هايتي إلى اليوم، قدمت المنظمة أكثر من 250 مليون وجبة غذائية عبر العالم، معتمدةً على مساعدات وتبرعات مالية يقدمها أفراد وهيئات خاصة من جميع أنحاء العالم، وقد جمعت المنظمة هذا العام ملايين الدولارات، وهو مبلغ معتبر مقارنة بالمنظمات الإنسانية غير الربحية الأخرى التي تشكو من نقص في التبرعات.
ومنظمة "المطبخ المركزي العالمي" منظمة غير ربحية وغير حكومية تتخذ من واشنطن مقرًا لها، لكنها تملك العديد من المكاتب عبر العالم، وتعرّف نفسها على أنها "الأولى في الخطوط الأمامية خلال الكوارث الطبيعية والأوضاع الاستثنائية مثل الحروب"، فيما يكمن عملها في تقديم وجبات غذائية للمتضررين من النزاعات والكوارث مثلما هو الحال في قطاع غزة، وفقًا لـ"فرانس برس".
وأسس منظمة "المطبخ المركزي العالمي"، خوسيه أندريس الذي وُلِد في إسبانيا، ثم سافر إلى الولايات المتحدة وعمره 21 عامًا وليس في جيبه سوى 50 دولارًا، وقد باشر مهنة الطبخ عندما كان شابًا في الجيش الإسباني، ثم أصبح طباخًا معروفًا في الولايات المتحدة بعد ثلاثين عامًا من العمل في هذا المجال، وكان دائمًا يسأل نفسه: كيف يمكن أن "نغير العالم إلى الأحسن بواسطة المساعدات الغذائية"، وكتب خوسيه أندريس على الموقع الإلكتروني لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" أن "المنظمة بدأت من فكرة بسيطة تقاسمتها مع زوجتي باتريسيا مفادها: عندما يشكو الناس من الجوع، يجب إرسال الغذاء لهم. اليوم وليس غدًا".
وقدمت المنظمة في غزة حوالي 41 مليون وجبة غذائية عن طريق الجو والبحر والبر، وفتحت 60 مطبخًا في عدة مناطق بخان يونس ورفح ودير البلح، وتقوم بتوظيف حوالي 400 فلسطيني في هذه المطاعم، التي تقدم حوالي 170 ألف وجبة غذائية في اليوم، ما رفع عدد الوجبات الغذائية التي قدمت في غزة منذ 175 يومًا حسب المنظمة إلى 42 مليون وجبة، لكن المنظمة قررت وقف أنشطتها الإنسانية بعدما قُتِلَ سبعة من موظفيها في ضربة جوية إسرائيلية بقطاع غزة.