"لم يعد يستخدم".. الخط الساخن بين أميركا وروسيا أداة تهدئة أم ذكرى من الماضي؟

أنشئ عام 1963 للحد من سوء الفهم بين واشنطن وموسكو
"لم يعد يستخدم".. الخط الساخن بين أميركا وروسيا أداة تهدئة أم ذكرى من الماضي؟
تم النشر في

في ظل تصاعد التوترات بين روسيا والولايات المتحدة إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود، بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا، يبرز السؤال حول فعالية الخط الساخن بين الكرملين والبيت الأبيض في تخفيف حدة الأزمات، وذلك بعد أن أعلن الكرملين اليوم (الأربعاء) أن خطاً ساخناً خاصاً موجوداً لتخفيف الأزمات بين الكرملين والبيت الأبيض غير مستخدم حالياً، فهل هذا الخط الساخن، الذي أنشئ في عام 1963، قادر على احتواء التصعيد النووي المحتمل؟

أزمة محتملة

وخفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العتبة لضربة نووية، استجابةً لتهديدات محتملة من هجمات تقليدية، وقد جاء هذا القرار بعد أيام من تقارير تشير إلى سماح واشنطن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.

وتستخدم أوكرانيا صواريخ "أتاكمز" الأمريكية، وهي أطول الصواريخ مدى التي زودتها واشنطن، لضرب أهداف داخل روسيا. ويأتي هذا الاستخدام في اليوم الألف للحرب، وسط دعوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على أسلحة طويلة المدى وتثور مخاوف من احتمالية إشعال هذه الأسلحة فتيل حرب نووية، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".

وبدأت روسيا الحرب بغزو كامل النطاق في فبراير 2022، مما أدى إلى تدمير مئات المدن والقرى الأوكرانية، وتشريد الملايين، وقتل الآلاف من المدنيين. وتصر أوكرانيا على ضرورة الحصول على أسلحة طويلة المدى لتدمير البنية التحتية العسكرية الروسية.

الأسلحة الحاسمة

وترى موسكو أن استخدام هذه الأسلحة لن يكون ممكناً دون دعم تشغيلي مباشر من الولايات المتحدة، مما يجعل واشنطن طرفاً مباشراً في الحرب. ويحذر الدبلوماسيون الروس من أن الأزمة الحالية تشبه أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وأن الغرب قد يرتكب خطأً فادحاً إذا اعتقد أن روسيا ستتراجع.

وتعتبر روسيا الأسلحة النووية وسيلة للردع، وقد قامت بتحديث عقيدتها النووية لتوضيح حتمية الانتقام في حالة مهاجمتها. ويتهم الكرملين الغرب بالسعي لإلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا من خلال السماح لأوكرانيا بضرب أهداف داخل روسيا.

ويردد الدبلوماسيون الروس أن الغرب يستخدم أوكرانيا كأداة لتحقيق أهدافه، وأن الأزمة الحالية قد تؤدي إلى عواقب وخيمة. فهل سيكون الخط الساخن بين موسكو وواشنطن قادراً على منع التصعيد النووي؟ أم أنه مجرد رمزية لا قيمة لها في ظل هذه التوترات المتصاعدة؟

وأنشئ الخط الساخن بين موسكو وواشنطن في عام 1963، بهدف الحد من سوء الفهم الذي قد يؤدي إلى أزمات خطيرة. وصرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن هناك خط اتصال خاص وآمن بين الرئيسين، ولكن عندما سئل عما إذا كان هذا الخط قيد الاستخدام حالياً، أجاب بالنفي. فهل هذا يعني أن الخط الساخن قد فقد أهميته؟ أم أن هناك أسباباً أخرى وراء عدم استخدامه؟

ومع تصاعد المخاطر النووية، يبرز السؤال حول مستقبل الخط الساخن بين روسيا والولايات المتحدة. فهل سيتم تعزيزه وتفعيله ليكون أداة فعالة في منع التصعيد؟ أم أن التوترات الحالية قد تجعله مجرد ذكرى من الماضي؟.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org