بينما يكثف الطيران الإسرائيلي من القصف على مناطق مختلفة في قطاع غزة، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين يجبرون على الفرار إلى جنوب القطاع من جراء القصف الإسرائيلي المكثف على الجزء الشمالي من القطاع وخان يونس.
وتفصيلاً، أعربت المنظمة الدولية عن قلقها إزاء العبء المتزايد على المرافق الصحية في جنوب القطاع، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية، مشيرة إلى أن عامليها الذين يقومون بتسليم المساعدات إلى مستشفى "الشفاء" شمالي القطاع ومستشفى "الأمل" في الجنوب شاهدوا "عشرات الآلاف من الأشخاص يفرون من الهجمات المكثفة في خان يونس ووسط غزة، وأشارت إلى أنهم يسافرون سيرًا على الأقدام وعلى الحمير وفي السيارات، وعلى طول الطريق يقومون ببناء ملاجئ من المواد الخردة.
بدوره، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريتشارد بيبركورن: "إن منظمة الصحة العالمية تشعر بقلق بالغ من أن هذا التنقل سيشكل ضغطًا أكبر على المرافق الصحية في الجنوب، التي تعاني بالفعل من الزيادة في احتياجات السكان"، وفقًا لـ"العربية نت".
وشدَّد على أن "هذا التحرك الجماعي القسري للأشخاص سيؤدي إلى مزيد من الاكتظاظ، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية، كما أنه سيعقد عملية إيصال المساعدات الإنسانية".
وأفادت المنظمة بأن 13 مستشفى من أصل 36 في قطاع غزة تعمل بصورة جزئية، واثنان يعملان بالحد الأدنى الممكن، بينما هناك 21 مستشفى مغلقة.
وأعربت عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن السكان القريبين من مجمع ناصر الطبي الكبير جنوبي غزة قد صدرت لهم أوامر بالإخلاء، فيما قال بيبركورن: "إذا اشتد النشاط العسكري بالقرب من المستشفى فلن تتمكن سيارات الإسعاف والمرضى والموظفون ومنظمة الصحة العالمية وشركاؤها من دخول المجمع".
وأضاف: "لقد رأينا هذا السيناريو في كثير من الأحيان شمالي القطاع. غزة لا تستطيع خسارة أي مستشفى".
وبحسب أرقام الأمم المتحدة، أُرغم 1.9 مليون شخص، يمثلون 85% من سكان القطاع، على النزوح من منازلهم بسبب المعارك، فيما يخيم شبح المجاعة على القطاع الذي باتت معظم مستشفياته خارج الخدمة. يُذكر أن وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة أفادت بارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين من جراء القصف الإسرائيلي إلى 21110 قتلى.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن حصيلة الجرحى بلغت 55243 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.