في ظل تصاعد التوترات الدبلوماسية بشأن قضية التغير المناخي، تتجه الأنظار إلى قمة مجموعة العشرين في البرازيل التي تنطلق غداً، حيث يأمل المفاوضون في إحراز تقدم في محادثات المناخ، التي وصلت إلى طريق مسدود. فهل ستتمكن قمة مجموعة العشرين من كسر الجمود وتحقيق اختراق في هذا الملف الحيوي؟
وتعدّ قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو حدثًا محوريًا في مسار الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ. فدول مجموعة العشرين، التي تمثل 85% من اقتصاد العالم، تتحمل مسؤولية كبيرة في توجيه تمويل المناخ وتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة. ومع ذلك، فإن المفاوضات في مؤتمر الأطراف 29 في أذربيجان قد وصلت إلى طريق مسدود، مما يلقي بظلاله على آمال تحقيق تقدم ملموس.
وتتمثل إحدى العقبات الرئيسية أمام محادثات المناخ في أزمة تمويل المناخ. فالدول الغنية، وخاصة في أوروبا، تطالب بتوسيع قاعدة المساهمين لتشمل الدول النامية الأكثر ثراءً. ويتمثل التحدي في إيجاد توازن عادل بين المسؤوليات والقدرات، حيث تتحمل الدول الغنية المسؤولية الرئيسية عن تغير المناخ، في حين أن الدول النامية تطالب بدعم مالي لرفع أهدافها في خفض الانبعاثات، وفقاً لـ"رويترز".
وتلعب مجموعة العشرين دورًا محوريًا في تحديد مصير محادثات المناخ. فهي تمتلك خيوط المال، وتتحكم في تمويل المناخ، وتتمتع بقدرات كبيرة في التأثير على السياسات العالمية. ويأمل المفاوضون في أن تتمكن قمة مجموعة العشرين من التوصل إلى اتفاق بشأن تمويل المناخ، مما سيكون له تأثير كبير على مسار محادثات المناخ في المستقبل.
وتثير عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة مخاوف بشأن مستقبل اتفاقية باريس للمناخ. فترامب، الذي سبق له سحب الولايات المتحدة من الاتفاقية، يخطط لإلغاء تشريعات المناخ التي أقرها جو بايدن. وقد يؤدي ذلك إلى تعقيد الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ، خاصة مع تأثير الولايات المتحدة الكبير على الساحة الدولية.
وتستضيف البرازيل قمة مجموعة العشرين، وتستعد لاستضافة مؤتمر الأطراف 30 في العام المقبل. وتتمثل استراتيجيتها في الحفاظ على هدف اتفاقية باريس المتمثل في الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية. وتسعى البرازيل إلى قيادة جهود تعبئة هائلة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، وتأمل في تحقيق اختراق في تمويل المناخ لضمان نجاح مؤتمر الأطراف 30.
وتواجه محادثات المناخ تحديات كبيرة، حيث يتعين على الدول التوصل إلى اتفاق بشأن تمويل المناخ، وتحديد أهداف طموحة لخفض الانبعاثات. ومع عودة ترامب إلى السلطة، قد تصبح هذه المهمة أكثر صعوبة. فهل ستتمكن قمة مجموعة العشرين في ريو من تحقيق اختراق حقيقي، أم أن الجمود سيستمر؟
ويتطلع العالم إلى قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو كفرصة حاسمة لتحقيق تقدم في محادثات المناخ. فهل ستتمكن القمة من تجاوز الخلافات والتوصل إلى اتفاق عادل وفعال؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة حيث تترقب الأعين نتائج هذه القمة المصيرية.