احتشد آلاف اللبنانيين في ساحات البلاد لليوم الخامس والعشرين من الحراك الشعبي، تحت عنوان "أحد الإصرار"، في وقت تتعثر فيه محاولات تكليف شخصية لتأليف حكومة جديدة بعد أسبوعين من استقالة الحكومة الحالية، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية.
فمن بيروت مرورًا بمدن عدة وصولًا إلى طرابلس وصيدا، يُصر المحتجون على التغيير السياسي الشامل وإسقاط كل وجوه النظام الحالي، كما يردون على آخر خطابات الساسة كونهم لم يقتنعوا بكلامهم ولا وعودهم الإصلاحية.
كما يتشبث المحتجون بمساعيهم المتمثلة أساسًا في مكافحة الفساد، وتشكيل حكومة تكنوقراط مكونة من خبراء وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
ووفق "سكاي نيوز"؛ فمنذ 17 أكتوبر الماضي، يعيش لبنان على وتيرة حركة احتجاجية واسعة غير مسبوقة، وخصوصًا أنها شَمِلت كل المناطق بمعزل عن الأحزاب والطوائف المتنوعة في البلاد، وهي تستهدف بشكل أساسي الطبقة السياسية التي يعتبرها المتظاهرون فاسدة، وأوصلت البلاد إلى أزمة اقتصادية خانقة.
ودفعت هذه التظاهرات رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الاستقالة في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، ولم تكلّف بعدُ أي شخصية تشكل الحكومة الجديدة.
وإضافة إلى بيروت، شهد "أحد الإصرار" تظاهرات في مناطق لبنانية عديدة وخصوصًا طرابلس في شمال البلاد، وصيدا، وصور في الجنوب، وركز المتظاهرون على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة تكنوقراط بأسرع وقت بعيدًا عن الأحزاب.
وهتفت متظاهرة من وراء المذياع "لن نخرج من الشارع قبل تحقيق مطالبنا"، وفي ساحة النور في طرابلس التي بات يطلق عليها اسم "عروس الثورة"، تجمّع آلاف المتظاهرين لليوم الخامس والعشرين على التوالي.
وعن التأخير في تشكيل الحكومة، قال النائب "ألان عون" من التيار الوطني الحر وهو الحزب الذي كان يترأسه ميشال عون قبل أن يصبح رئيسًا للبلاد: "الحكومة عالقة بين هواجس حزب الله الذي يعتبر أن ما يجري حاليًا يهدف إلى إخراجه من السلطة، وشروط الرئيس الحريري الذي يرفض أن يترأس أي حكومة غير حكومة تكنوقراط".