اقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم جنين وفرض حصارًا على مسجد بزعم تحصن مسلحين داخله قبل أن يقصفه بالمسيرات، فيما ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين من جراء العملية العسكرية المحتدمة، منذ فجر الاثنين، إلى 8 بينما أُصيب أكثر من 40 بجروح، إصابات 10 منهم خطيرة بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وحول آخر التطورات، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أنه تم العثور على 10 عبوات ناسفة تزن الواحدة منها 30 كجم تم تفجيرها داخل معمل المتفجرات وهي من النوع الذي استخدم في تفجير آلية النمر منذ أسبوعين.
وقال مراسل سكاي نيوز عربية: هناك تحركات لدبابات وآليات ثقيلة في محيط جنين وبعضها يتقدم نحو وسط المدينة، فيما أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن: المؤسسة الأمنية تستعد ليوم آخر من القتال في مخيم جنين للاجئين.
وعلى الجانب السياسي دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعليقًا على عملية جنين: "المعادلة تغيرت ومن لم يفهم ذلك سابقًا سيفهم في الأيام القادمة وسنضرب الإرهاب في كل مكان".
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن تدمير غرف عمليات قتالية لمسلحين فلسطينيين في مخيم جنين، وقال بعد اقتحام المسجد أنه تم تحديد موقعين لتخزين الأسلحة والمتفجرات.
وذكرت مصادر محلية فلسطينية أن الشبان المتحصنين بداخل المسجد فروا من خلال نفق حفر بجانب المسجد، والجيش الإسرائيلي أكد عثوره على نفق داخل المسجد.
وقصف الجيش الاسرائيلي مسجد الأنصار بقذائف مضادة للدروع وجوًا عبر طائرات عسكرية مسيرة بعد ضرب حصار عليه.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاع رئيس الأركان على الأنشطة الرئيسة لقوات الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين خلال اجتماع أمني وأصدر هاليفي تعليماته بشأن خطوات الاستمرار.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن نحو 2000 جندي إسرائيلي يشاركون حاليًا في العملية العسكرية في جنين.
ونجم عن الهجوم الإسرائيلي الكبير مقتل 8 فلسطينيين على الأقل وإصابة أكثر من 50 آخرين، فيما قُتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة البيرة قرب رام الله، واعتقلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 20 فلسطينيًا بحسب ما أفاد مراسلنا.
وتردد دوي إطلاق النار والمتفجرات في أنحاء المدينة لعدة ساعات بعد الهجوم فيما حلقت طائرات مسيرة على ارتفاع منخفض، وقالت "كتيبة جنين"، التي تضم فصائل مسلحة مختلفة تتمركز في مخيم اللاجئين الكبير بالمدينة، إنها تخوض اشتباكات مع القوات الإسرائيلية وأسقطت طائرة مسيرة، وفقًا لرويترز.
وشوهدت ست طائرات مسيرة على الأقل تحلق فوق المدينة والمخيم المكتظ بالسكان الذي يضم نحو 14000 نسمة في أقل من نصف كيلومتر مربع.
أفاد مراسل سكاي نيوز عربية بانفجار عبوات ناسفة داخل مخيم جنين خلال محاولة القوات الإسرائيلية التقدم.
ودعا منسق الأمم المتحدة لتهدئة الوضع في جنين بشكل عاجل وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
واحتدمت الاشتباكات في مخيم جنين وألقيت عشرات العبوات المتفجرة على الجيش الإسرائيلي، كما انفجرت عبوات ناسفة بآليات عسكرية إسرائيلية في جنين.
وقال سائق سيارة إسعاف فلسطيني إن ما يجري في مخيم اللاجئين "حرب حقيقية"، مضيفًا أنه كانت هناك ضربات من الجو تستهدف المخيم وكانت تدخل من نحو 5 إلى 7 عربات إسعاف في كل مرة وتعود محملة بالمصابين.
وحتى الشهر الماضي، عندما نفذ الجيش الإسرائيلي ضربة في 21 يونيو بالقرب من جنين، لم يستخدم الجيش الإسرائيلي ضربات الطائرات المسيرة في الضفة الغربية منذ عام 2006.
وقال متحدث عسكري إن اتساع نطاق العنف والضغط على القوات البرية يعني أن مثل هذه التكتيكات قد تستمر، مضيفًا : "نحن حقًا تحت ضغط .. بسبب نطاق العنف. وأيضًا من وجهة نظرنا، سيقلل هذا من الاحتكاكات"، مشيرًا إلى أن الضربات استندت إلى "معلومات مخابرات دقيقة".
ويؤكد حجم الهجوم أن جنين نقطة ساخنة رئيسة في أعمال العنف التي تصاعدت في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
وقالت القوات الإسرائيلية إنها صادرت قاذفة صواريخ بدائية الصنع وأصابت منشأة لإنتاج الأسلحة وتخزين المتفجرات.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن هجوم أمس الاثنين، الذي شاركت فيه قوة وصفت بأنها "بحجم لواء"، أو نحو 1000 إلى 2000 جندي كان يهدف إلى المساعدة في "كسر مفهوم الملاذ الآمن في هذا المخيم، الذي أصبح عشًا للدبابير".
وفي المقابل، ذكر بيان صادر عن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة في غزة "ندعو كل فصائل المقاومة في جنين ومخيمها للتكاتف وخوض المواجهة بشكل موحد"، مضيفًا أن "استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هو ما سيحدد طبيعة رد المقاومة".
وقال بيان من حركة الجهاد في غزة "المقاومة ستواجه العدو وستدافع عن الشعب الفلسطيني، وكل الخيارات مفتوحة لضرب العدو ردًا على عدوانه في جنين".
ومع حلول ضوء النهار أمس الاثنين، انتشر دخان أسود كثيف من جراء الإطارات التي أشعلها السكان في الشوارع بينما جرى إطلاق دعوات لدعم المقاتلين من خلال مكبرات الصوت في المساجد.
وقال الجيش الإسرائيلي إن المبنى المستهدف كان بمثابة "مركز مراقبة واستطلاع متقدم" وموقع للأسلحة والمتفجرات وكذلك مركز تنسيق واتصالات للمقاتلين الفلسطينيين.
ونشر صورة التقطت من الجو تظهر ما قال إنه الهدف وتشير إلى أن المبنى المستهدف كان يقع بالقرب من مدرستين ومركز طبي.
وقبل أيام فقط من هجوم الطائرات المسيرة الشهر الماضي، استخدم الجيش الإسرائيلي طائرات هليكوبتر عسكرية للمساعدة في إخراج قوات ومركبات كانت تشارك في مداهمة بجنين، بعد أن استخدم مسلحون متفجرات في مواجهة قوة كانت تستهدف اعتقال اثنين من المشتبه بهم.
وتسبب تصاعد العنف في الضفة الغربية على مدار الخمسة عشر شهرًا الماضية في قلق دولي متزايد، وسط مداهمات دورية للجيش الإسرائيلي في مدن مثل جنين، وسلسلة من الهجمات الدامية التي يشنها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين وهجمات المستوطنين اليهود في القرى الفلسطينية.
وفي رام الله، اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب جريمة حرب في جنين، وطالبت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي بالخروج عن صمته، والتحرّك الجديّ لإجبار إسرائيل على وقف هذه الأعمال.
وشدد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة على أن كل هذه الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية لن تحقق الأمن والاستقرار لها، ما لم يشعر بهما الشعب الفلسطيني.
وذكرت وكالة "وفا" الفلسطينية أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيترأس، مساء اليوم اجتماعًا عاجلاً للقيادة الفلسطينية، لبحث العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها".
أما رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية فقال إن "ما يجري هو محاولة جديدة لإزالة مخيم جنين عن الوجود وتهجير أهله"، ودعا العالم "إلى وقف العدوان على جنين فورًا"، مضيفًا أن "الجرائم في جنين ونابلس وغزة لن تجلب الأمن لإسرائيل".
وحذرت الخارجية الفلسطينية "من حملة الاحتلال التضليلية للتقليل من جرائم حربها الحقيقية على جنين ومخيمها".
وفي ردود الفعل على العملية الإسرائيلية في جنين، دانت الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعدوان على جنين، وحذرت من استمرار دوامة العنف، ودعت المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
كما أدانت الخارجية المصرية الاقتحام الإسرائيلي لجنين وحذرت القاهرة من المخاطر الجسيمة للتصعيد الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين.