بعد أن سمح "بايدن" باستخدامها.. هل تغير الصواريخ الأمريكية مسار حرب روسيا وأوكرانيا؟

تستطيع ضرب أهداف على بعد 190 ميلاً
بعد أن سمح "بايدن" باستخدامها.. هل تغير الصواريخ الأمريكية مسار حرب روسيا وأوكرانيا؟
تم النشر في

في خطوة جريئة وغير مسبوقة، أذنت إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS الباليستية داخل الأراضي الروسية، مما يشكل تحولاً جذرياً في السياسة الأمريكية تجاه الصراع المستمر.

وصواريخ ATACMS، أو أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش، هي صواريخ باليستية قصيرة المدى مصممة لتدمير الأهداف عالية القيمة بعمق داخل خطوط العدو. وتتميز هذه الصواريخ بقدرتها على ضرب الأهداف على بعد 190 ميلاً بحمولة متفجرة تصل إلى 375 رطلاً، مما يجعلها أداة قوية في ترسانة أوكرانيا.

الاستخدامات السابقة

وطورت صواريخ ATACMS في ثمانينيات القرن الماضي، وقد استخدمتها الولايات المتحدة في عمليات عسكرية سابقة. خلال عملية عاصفة الصحراء في عام 1991، أطلقت القوات المسلحة الأمريكية حوالي 30 صاروخًا من صواريخ ATACMS لضرب منصات إطلاق الصواريخ العراقية ومواقع صواريخ أرض-جو. كما تم استخدامها في عملية حرية العراق في عام 2003.

ويعد تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS موضوعًا حساسًا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. حيث دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا وتكرارًا إلى الحصول على أسلحة أكثر قوة لمواجهة القوات الروسية. ومع ذلك، كانت إدارة بايدن مترددة في البداية في الموافقة على استخدام هذه الصواريخ داخل روسيا، خوفًا من تصعيد الصراع، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

ويرى الرئيس زيلينسكي أن صواريخ ATACMS ضرورية لشن هجوم مضاد واسع النطاق ضد القوات الروسية. ويصر على أن أوكرانيا ليس لديها نية لاستهداف المدنيين أو المدن الروسية، بل تهدف إلى إضعاف فعالية الهجوم المضاد الروسي الكوري الشمالي.

الاستعدادات الروسية

ويستعد الجيش الروسي لشن هجوم كبير على المواقع الأوكرانية المحصنة في منطقة كورسك، بهدف استعادة الأراضي الروسية التي استولت عليها أوكرانيا في أغسطس. ومن المتوقع أن يشارك في هذا الهجوم ما يقرب من 50 ألف جندي، بمن فيهم الجنود الكوريون الشماليون.

ويمكن للقوات الأوكرانية استخدام صواريخ ATACMS لضرب تجمعات القوات الروسية والكورية الشمالية، واستهداف المعدات العسكرية الرئيسية، وعقد الإمدادات، ومستودعات الذخيرة، وخطوط الإمداد بعمق داخل روسيا. ومن شأن ذلك أن يساعد أوكرانيا في إضعاف الهجوم المضاد الروسي، وربما تغيير مسار الحرب.

القيود والتحديات

على الرغم من قدرات صواريخ ATACMS، إلا أن استخدامها ينطوي على بعض القيود والتحديات. فمن ناحية، هناك مخاوف من أن استخدام هذه الصواريخ داخل روسيا قد يؤدي إلى تصعيد الصراع، مما قد يدفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى اتخاذ إجراءات انتقامية. ومن ناحية أخرى، هناك قلق بشأن الإمدادات المحدودة لهذه الصواريخ، حيث قد لا تمتلك أوكرانيا العدد الكافي منها لشن هجوم واسع النطاق.

وأثار قرار إدارة بايدن ردود فعل متباينة على الساحة الدولية. حيث رحب بعض الحلفاء بهذه الخطوة، معتبرين أنها ضرورية لدعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. في حين أعرب آخرون عن قلقهم من احتمال تصعيد الصراع، ودعوا إلى حل دبلوماسي للنزاع.

ومن الصعب التنبؤ بمستقبل الحرب الأوكرانية الروسية مع دخول صواريخ ATACMS إلى المعادلة. فمن ناحية، قد تساعد هذه الصواريخ أوكرانيا في تحقيق مكاسب استراتيجية، وربما تغيير مسار الحرب. ومن ناحية أخرى، قد تؤدي إلى تصعيد الصراع، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org