تجنّب دونالد ترامب سؤالًا مباشرًا في مناظرة الرئاسة، مساء أمس، عما إذا كان يريد أن تفوز أوكرانيا في حربها ضد روسيا؛ مما يؤكد المخاوف من أن الإدارة الثانية لـ"ترامب" قد تعلق الدعم العسكري لكييف.
وعندما سُئل مباشرة من قبل "ديفيد موير" عما إذا كان يريد أن تفوز أوكرانيا في الحرب، لم يجب عن السؤال، وقال ببساطة: "أريد أن تتوقف الحرب". وركّز على الخسائر البشرية للحرب بقوله: "إن الناس يُقتلون بالملايين"، وهو رقم لم تؤكده أي دولة أو منظمة دولية، واستطرد قائلًا: "إنه إذا انتخب فسوف يتفاوض على صفقة حتى قبل أن يصبح رئيسًا، وأشار إلى أن الولايات المتحدة "تلعب بالنار مع الحرب العالمية الثالثة"؛ وفقًا لصحيفة "الجارديان".
وسرعان ما قفزت "كامالا هاريس" على تعليقاته قائلة: "إنه إذا كان ترامب رئيسًا خلال الغزو، لكان بوتين يجلس في كييف وعينه على بقية أوروبا، وإنه في مثل هذا السيناريو سيتحرك الرئيس الروسي إلى بولندا، لماذا لا تخبر 800 ألف بولندي أمريكي هنا في بنسلفانيا مدى سرعة استسلامك من أجل المصلحة وما تعتقد أنها صداقة مع ما هو معروف أنه ديكتاتور يمكن أن يلتهمك على الغداء".
وستجدد تعليقاتُ "ترامب" المخاوفَ في كييف من أنه سيقطع المساعدات العسكرية والاقتصادية عن البلاد إذا أعيد انتخابه في لحظة حرجة من الحرب، عندما تكون كييف في أمس الحاجة إلى القوات والدعم المالي والمعدات العسكرية، التي يوفر الكثير منها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو.
وكان مستشارو "ترامب" قد ألمحوا بالفعل إلى أنهم يعملون على صفقة سلام ستضطرّ أوكرانيا إلى قبولها قبل أن يتولّى "ترامب" السلطة في يناير المقبل إذا فاز في انتخابات نوفمبر، وأكد ذلك مساء الثلاثاء، واصفًا غزو روسيا بأنه "حرب تموت من أجل التسوية. سأقوم بتسويتها قبل أن أصبح رئيسًا".
ومنذ بداية الغزو كان ترامب متشككًا في تقديم الأسلحة العسكرية إلى أوكرانيا؛ مما دفع حزبه إلى حجب التمويل العسكري الحاسم للبلاد لعدة أشهر في وقت سابق من هذا العام.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الناخبين من كلا الحزبين يدعمون أوكرانيا في الحرب، لكن عدم دعم "ترامب" لكييف أثر على الكثيرين في حزبه للتراجع عن دعمهم للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقالت هاريس: "إن خطة ترامب للسلام هي ببساطة قرار بالاستسلام لموسكو. وأعتقد أن السبب في قول دونالد ترامب إن هذه الحرب ستنتهي في غضون 24 ساعة؛ هو أنه سيستسلم ببساطة، وهذا ليس ما نحن عليه كأمريكيين".