ذكر وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار أن بلاده "تمارس ضغوطًا على الصين" من أجل حملها على تخفيف حدة التصعيد وفك الارتباط، مشيرًا إلى أن الهند نشرت عددًا قياسيًا من القوات على الحدود.
وحول انتقادات حزب "المؤتمر الوطني الهندي" المعارض، قال جايشانكار: "إذا كنا لا نعبأ بالصين، فمن أرسل الجيش الهندي إلى الحدود؟ وإذا كنا غير مبالين بالصين، فلماذا نضغط اليوم على الصين لوقف التصعيد وفك الارتباط؟ لماذا نقول إن علاقتنا ليست طبيعية؟".
وأضاف: لا ينبغي لأحد أن "ينتقد الجنود الهنود" الذين يحرسون الحدود، وأن انتشار الجيش الهندي على الحدود غير مسبوق، وهو لمواجهة انتشار الصين الذي زاد بشكل كبير منذ عام 2020.
وكان وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ قد قال في وقت سابق إن القوات الصينية حاولت، 9 ديسمبر الجاري، انتهاك الحدود في ولاية أروناتشال براديش و"تغيير الوضع الراهن من جانب واحد"، وقد وقعت إصابات نتيجة لهذا الاشتباك، دون وقوع أي قتلى.
وأضاف وزير الدفاع الهندي أنه قد "طُلب من الجانب الصيني الامتناع عن مثل هذه الأعمال والحفاظ على السلام والهدوء على طول الحدود".
وبحسب الخارجية الصينية، فإن الوضع على الحدود بين الصين والهند بعد الاشتباك العسكري مستقر، فيما يحافظ الطرفان على الاتصالات من خلال القنوات الدبلوماسية والعسكرية.
ووفق وكالة "نوفوستي"، يعد هذا الحادث الأول من نوعه منذ اشتباك مايو 2020 الذي قتل فيه 20 جنديًا هنديًا وأصيب عدد آخر في اشتباكات مع القوات الصينية في وادي غالوان المرتفع بمنطقة لاداخ الحدودية.
يذكر أن نزاعًا إقليميًا طويل الأمد بين الهند والصين قائم حول ملكية قطعة من الأراضي الجبلية في شمال كشمير، إضافة إلى ما يقرب من 60 ألف كيلومتر مربع في ولاية أروناتشال براديش الشمالية الشرقية، حيث يمتد خط التحكم الفعلي، الذي يحل محل الحدود بين البلدين في هذه المنطقة، في منطقة لاداخ.
وفي خريف عام 1962، تصاعد هذا النزاع إلى حرب حدودية، ثم بدأ تفاقم جديد في لاداخ، مايو 2020، عندما وقعت سلسلة من النزاعات بين الجيش الصيني والهندي في منطقة بحرية بانغونغ، وبعد ذلك زادت نيودلهي وبكين من وجودهما العسكري في المنطقة.
وبعد انسحاب معظم القوات المنتشرة في فبراير 2021، أجرى الطرفان 16 جولة مفاوضات على مستوى قادة الفيالق المتمركزة في المنطقة.
وفي أوائل سبتمبر من هذا العام، أجرت الهند والصين مرحلة جديدة من انسحاب القوات على الحدود في لاداخ، بمنطقة مرتفعات جوجرا وهوت سبرينغز. ووفقًا لوسائل الإعلام الهندية، يتمركز الآن حوالي 60 ألف من القوات في هذه المناطق على كل جانب.