حين تَرشح بايدن للانتخابات، لم يكن لديه أي منافس ديمقراطي، وكذلك الأمر بالنسبة لترامب الذي تجاوز عتبة نيكي هيلي بسهولة في مزاج الجمهوريين.
ورغم حسم مباراة العودة بين الرئيس الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، في انتخابات الخامس من نوفمبر القادم؛ إلا أن الناخبين يشككون في استمرارية الرجلين حتى ذلك الموعد.
هذا ما لفتت له صحيفة "واشنطن بوست" استنادًا لاستطلاعات رأي ومقابلات أجرتها مؤسسات بحثية، في وقت تشتد فيه حمى الانتخابات.
وفي استطلاع رأي أجرته جامعة "مونماوث"، الشهر الماضي، قال ما يقرب من نصف الناخبين إن من المحتمل "جدًّا" أو "إلى حد ما"؛ أن يتم استبدال بايدن كمرشح ديمقراطي بحلول نوفمبر، والشيء نفسه بالنسبة لترامب.
في المقابل، وجد استطلاع أجرته مجلة "إيكونوميست"، أثناء فوز كلا المرشحين بترشيحاتهما، أن 33% من الأمريكيين يعتقدون أن مباراة العودة بين بايدن وترامب ستحدث "بالتأكيد"، وقال 44% إن ذلك سيحدث على الأرجح؛ فيما كان البقية أقل يقينًا.
ألفونسو راميريز، وهو ناخب مستقل يبلغ من العمر 56 عامًا، في جلينديل بولاية أريزونا، والذي كان يعلق الأمل على ديمقراطي مختلف؛ قال إنه سيختار ترامب في مباراة العودة.
وأضاف: "أعتقد أنه لا يزال هناك وقت". وتابع بالإسبانية "Uno nunca sabe" ويعني "أنت لا تعرف أبدًا".
شكوك تُشكل سمة أخرى غير عادية للحملة الرئاسية هذا العام، في وقت يتنافس كل من بايدن وترامب فعليًّا على منصبيهما داخل حزبيهما، وكلاهما لا يحظى بشعبية تاريخية؛ وفق تقرير لـ"واشنطن بوست".
وفي الاستطلاع الذي أجرته مجلة "إيكونوميست"، أظهر 54% أنهم ينظرون إلى بايدن بشكل سلبي، ونفس النسبة لا تريد أن يترشح مرة أخرى، مقارنة بـ50% في كلا السؤالين لصالح ترامب.
وبالنسبة للبعض، فإن عدم الرضا يتحول إلى عدم تصديق.
"آمل ألا يكون هذان المرشحان، لكنني أخشى أن يكونا كذلك؛ أحدهما أكبر سنًّا من الآخر، والآخر أكثر شيخوخة من الآخر. إنها تخيفني".. تقول ناخبة مترددة تدعى ليندا من ولاية ويسكونسن.
وأوضح بريان بينيت، كبير مديري المجموعة الديمقراطية Navigator Research، أن الناخبين الذين يدعمون بايدن أكثر اقتناعًا بأنه سيكون المرشح؛ في حين أن أولئك الذين لا يوافقون عليه أقل ثقة.
وعزا بينيت "فجوة المصداقية" هذه إلى الإنكار بين الشباب الأمريكيين ذوي الميول اليسارية والمعتدلين، وهي طريقة أخرى يستخدمها المحافظون للتعبير عن عدم موافقتهم على الرئيس.
لكن شكوك بعض الناخبين تنبع من شكوك حقيقية في عام انتخابي غير مسبوق ولا يمكن التنبؤ به.
ففي أسئلة المتابعة لاستطلاع "مونماوث"، قدّم الناخبون الذين اعتقدوا أنه سيتم استبدال المرشحين قبل نوفمبر، أسبابًا مثل عمر بايدن (81 عامًا)، أو صحته الجسدية أو العقلية، وبالنسبة لترامب، تهمه الجنائية أو صحته (يبلغ من العمر 77 عامًا).
وقد أعرَبَ بعض الناخبين عن تصورات خاطئة للمشاكل القانونية التي يواجهها ترامب عندما أوضحوا عدم تصديقهم لترشحه.
وقال ناخب يدعى ريا في إحدى المقابلات "شخصيًّا، اعتقدت أن ترامب لا يزال في السجن؛ لذا فهذا خبر جديد بالنسبة لي". "من المثير أن تكون هناك اتهامات ضده وما زال هاربًا".
وكان طبيب بايدن قد أصدر تقريرًا أكد فيه أنه لائق للخدمة؛ لكن استطلاعات الرأي تُظهر مخاوف مستمرة بشأن عمره وحدته العقلية.
وفي المقابلات ومجموعات التركيز، انزعج العديد من الناخبين من تعثرات بايدن اللفظية، وأعربوا عن عدم ارتياحهم بشأن عمره.
مخاوف بشأن صحة بايدن أو قدرته على التحمل، تعكس -وفق التقرير- تأثير هجمات الجمهوريين التي تصوره على أنه ضعيف ومتدهور.