بعد فاجعة الفيضانات التي أسفرت عن مقتل وفقدان عشرات الآلاف في درنة الليبية؛ بدأت تظهر تبعات هذه الكارثة سريعًا.
فقد أفاد تلفزيون "ليبيا الأحرار"، اليوم الجمعة، أن المركز الوطني لمكافحة الأمراض أعلن تسجيل 55 حالة تسمم بين الأطفال جراء تلوث المياه في درنة، بعد الإعصار الذي ضرب شرق البلاد هذا الأسبوع.
ونقل التلفزيونُ عن رئيس المركز حيدر السايح، قولَه: إن المركز يتوقّع ارتفاع حالات التسمم جراء تلوّث المياه في درنة بسبب تهالك النظام الصحي بالمدينة، ودعا إلى إخلاء المناطق التي تضرّرت مبانيها وتلوّثت فيها مياه الشرب من السكان، خاصة النساء والأطفال.
من ضمن الكوارث التي تحاصر درنة أيضًا نزوح عشرات الآلاف؛ فقد أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا على منصة "إكس"، اليوم الجمعة، أن أكثر من 38640 شخصًا نزحوا من المناطق الأكثر نكبةً في شمال شرق ليبيا، بسبب العاصفة "دانيال".
وقالت في موقعها على الإنترنت: إن أكثر من 5000 شخص في عداد القتلى، كما تم تسجيل إجمالي 3922 وفاة في المستشفيات؛ وفقًا لمصادر منظمة الصحة العالمية؛ وفق ما نقلت "العربية.نت".
كما لفتت إلى أن هناك نقصًا حادًّا في مياه الشرب والوقود في مدينة درنة المنكوبة شمال شرق البلاد، وشدّدت على أن شبكة الاتصالات هناك لا تزال محدودة ولا يمكن الاعتماد عليها.
وعلى الرغم من مرور أيام على الكارثة التي حلّت بالشرق الليبي، الأحد الماضي، لاسيما في درنة التي سوّيت أجزاء كبيرة منها بالأرض، وطُمرت أحياء برمتها جراء الفيضانات والسيول إثر الإعصار "دانيال"؛ إلا أن الأمل لا يزال موجودًا.
فقد أكّد الصليب الأحمر أنه لا يزال هناك أمل في العثور على أحياء في المناطق المنكوبة، لاسيما في درنة التي تضمّ نحو 100 ألف نسمة، والتي انهار فيها سدّان؛ ما فاقم من هول المأساة ورفع عدد القتلى.
إلى ذلك حثّ الصليب الأحمر، إلى جانب منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة عدة، السلطات الليبية على التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، بعد أن أظهر تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من ألف شخص دُفنوا بهذه الطريقة حتى الآن منذ الأحد الماضي.
فيما وصف مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة "مارتن"، تلك الفيضانات التي أودت بحياة آلاف الأشخاص؛ بـ"أسوأ كارثة طبيعية تحلّ بليبيا في التاريخ الحديث"، مؤكدًا أنها تفاقمت بسبب تصادم "المناخ بالإمكانيات"؛ وفق تعبيره.
كما أضاف في إحاطة للأمم المتحدة في جنيف: أن مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أرسل فريق تنسيق لمواجهة الكوارث يضمّ 15 شخصًا تم نقلهم من المغرب الذي تعرّض لزلزال الأسبوع الماضي.
وكان "غريفيث" وصف أمس الخميس حجم الفيضانات بالصادم، معتبرًا أنه يفطر القلب.
يشار إلى أن الإعصار "دانيال" تسبّب منذ الأحد الماضي في حجم مهول من السيول والفيضانات التي أغرقت أحياء بكاملها، كان لدرنة الحصة الأكبر منها؛ إذ مُحيت أجزاء بأكملها من الخريطة، وجرفت المياه عائلات برمتها فوجئت بما حصل، كما لقي الآلاف حتفهم، وتشرّد عشرات الآلاف، بينما لا يزال كُثُر في عداد المفقودين.