توفي العشرات في شمال السودان نتيجة إصابتهم بحمى الوادي المتصدع، وسط مخاوف كبيرة من انتشار المرض بسبب تردي الأوضاع الصحية وتدهور البيئة في المناطق المتأثرة بموجة الفيضانات التي ضربت معظم مناطق البلاد خلال الأسابيع الماضية.
وتضاربت البيانات حول العدد الفعلي للوفيات؛ ففيما قال الطبيب حمدالله أحمد من تنسيقية قرى منطقة مروي في الولاية الشمالية إنهم رصدوا نحو 22 وفاة خلال الساعات الماضية؛ أشارت مصادر أخرى إلى تسجيل أكثر من 40 حالة وفاة وأكثر من 100 حالة اشتباه بالإصابة بالمرض.
وفي ذات السياق، قال أيمن محمد وهو صيدلاني يعمل مع التنسيقية،: إن هنالك نقصًا واضحًا في الأدوية والمحاليل الطبية وإمدادات الدم والمعينات الأخرى اللازمة لإنقاذ حياة المشتبه فيهم؛ مبديًا تخوفه من انتشار أمراض أخرى وخصوصًا الإسهالات المائية؛ بسبب تلوث مياه الشرب والنقص الواضح في الأغذية.
وتوثق "سكاي نيوز" عمل السلطات الصحية في المنطقة على أخذ عينات عشوائية وإرسالها إلى الخرطوم في ظل عدم توفر المعامل والأجهزة اللازمة للفحص في تلك المناطق التي تعاني أصلًا من نقص المستشفيات والمراكز الطبية.
وتعاني معظم مناطق السودان المتأثرة بالفيضانات من دمار كبير أصاب البنية التحتية؛ مما يصعّب من الوصول إلى المناطق النائية.
وأوضح حمدالله أن فرقًا طبية تتبع للمنسقية -وهي مبادرة شعبية تعمل على درء آثار كارثة الفيضان- تعمل في ظل ظروف بالغة التعقيد من أجل توفير أجهزة الكشف المعملي والأدوية والمعينات الأخرى لمنع اتساع رقعة انتشار المرض.