أفادت مصادر دبلوماسية بأن تونس قدّمت في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعو أديس أبابا إلى التوقف عن ملء خزان سد النهضة.
وينص مشروع القرار على أن مجلس الأمن يطلب من كل من "مصر وإثيوبيا والسودان" استئناف مفاوضاتهم بناء على طلب كل من رئيس الاتحاد الإفريقي والأمين العام للأمم المتحدة؛ لكي يتوصلوا، في غضون ستة أشهر، إلى نص اتفاقية ملزمة لملء السد وإدارته".
ووفقًا لمشروع القرار؛ فإن هذه الاتفاقية المُلزمة يجب أن "تضمن قدرة إثيوبيا على إنتاج الطاقة الكهرمائية من سد النهضة وفي الوقت نفسه تحول دون إلحاق أضرار كبيرة بالأمن المائي لدولتي المصب".
وبحسب وكالة "فرانس برس" يدعو مجلس الأمن في مشروع القرار "الدول الثلاث إلى الامتناع عن أي إعلان أو إجراء من المحتمل أن يعرّض عملية التفاوض للخطر"، ويحضّ في الوقت نفسه "إثيوبيا على الامتناع عن الاستمرار من جانب واحد في ملء خزان سد النهضة".
وقالت مصر مساء الاثنين: إن إثيوبيا أبلغتها رسميًّا بدء المرحلة الثانية من ملء بحيرة سد النهضة؛ معربة عن رفضها القاطع لهذا الإجراء. والثلاثاء قالت الخرطوم إنها بُلِّغت من أديس أبابا الإخطار نفسه.
وتهدد الخطوة الإثيوبية بتأجيج التوتر بين الدول الثلاث؛ في حين طلبت تونس -العضو غير الدائم في مجلس الأمن- عقد اجتماع علني طارئ للمجلس يوم الخميس لبحث هذه المسألة.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية فمن المتوقع أن تتمثل مصر والسودان في الاجتماع على المستوى الوزاري، وستشارك إثيوبيا في الجلسة على الرغم من معارضتها انعقادها.
وحتى الساعة لم يحدد مجلس الأمن موعدًا للتصويت على مشروع القرار التونسي؛ علمًا بأن دبلوماسيين استبعدوا طرحه على التصويت خلال جلسة الخميس.
ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا ليصبح أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرمائية في إفريقيا بقدرة متوقعة تصل إلى 6500 ميغاواط.
وفي مارس 2015، وقّع رئيسا مصر والسودان ورئيس وزراء إثيوبيا في الخرطوم اتفاق إعلان مبادئٍ، الهدفُ منه تجاوز الخلافات.
ورغم حض مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليارات متر مكعب؛ مشيرة إلى أن هذه المرحلة تسمح باختبار أول مضختين في السد.
إلا أن إثيوبيا كانت تؤكد باستمرار عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في يوليو.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد حذر في نهاية مارس من المساس بمياه مصر، قائلًا بلهجة حازمة: "نحن لا نهدد أحدًا، ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر (..) وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد".