أكدت المفوضية الأوروبية في بروكسل أنها تسلّمت رسالة مشتركة من رئيس وزراء إيرلندا فارادكار، ورئيس الوزراء الإسباني سانشيز، يطالبان فيها باتخاذ "الإجراءات المناسبة" إذا تم خرق شروط اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية.
وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية إن الجهاز التنفيذي تسلم الرسالة، وسيتم الرد عليها بعد معاينتها.
وكتبت إيرلندا وإسبانيا إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للتعبير عن قلقهما العميق إزاء تدهور الوضع في غزة، والسعي إلى "مراجعة عاجلة" لمعرفة إذا كانت "إسرائيل" تمتثل لالتزاماتها الحقوقية بموجب اتفاقها التجاري مع الاتحاد الأوروبي أم لا.
وتضمنت الرسالة التي كتبها رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اقتراح "تدابير مناسبة" يمكن اتخاذها إذا تبين أن "إسرائيل" تنتهك الالتزامات الواردة في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل".
وتأتي المبادرة وسط مخاوف من أن تشن "إسرائيل" غزوًا بريًا لرفح.
وقالت نبيلة المصرلي المتحدثة باسم المفوضية: إن الاتحاد الأوروبي بشكل عام يطالب باحترام القانون الدولي وضرورة حماية المدنيين، وإن الاتحاد الأوروبي يواصل التركيز على هذا الشق في علاقته مع "إسرائيل".
وتسعى إيرلندا منذ فترة للحصول على دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمراجعة الاتفاق التجاري مع "إسرائيل".
وكتب رئيس الوزراء الإيرلندي فارادكار ونظيره الإسباني سانشيز في رسالتهما: "على خلفية خطر وقوع كارثة إنسانية أكبر يشكلها التهديد الوشيك للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، وبالنظر إلى ما حدث، ولا يزال يحدث في غزة منذ أكتوبر 2023، بما في ذلك القلق الواسع النطاق بشأن الانتهاكات المحتملة للقانون الإنساني الدولي والقوانين الدولية لحقوق الإنسان من قبل "إسرائيل"، نطلب من المفوضية إجراء مراجعة عاجلة لما إذا كانت "إسرائيل" تمتثل لالتزاماتها، بما في ذلك اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل"، والتي تجعل احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية عنصرًا أساسيًا في العلاقة".
وتضيف الرسالة أنه إذا "رأت المفوضية أنها في حالة انتهاك، فإنها تقترح تدابير مناسبة على المجلس الأوروبي للنظر فيها".
وأعرب الزعيمان عن قلقهما للغاية إزاء تدهور الوضع في "إسرائيل" وغزة، وخاصة تأثير الصراع المستمر على الفلسطينيين الأبرياء، ومنهم الأطفال والنساء.
وأضافا: "تشكل العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في منطقة رفح تهديدًا خطيرًا ووشيكًا يجب على المجتمع الدولي مواجهته على وجه السرعة".
وأشارا إلى أن الحرب شهدت مقتل ما يقرب من 28.000 فلسطيني، وإصابة أكثر من 67.000 آخرين، كما تم تشريد 1.9 مليون شخص "وتدمير شامل للمنازل وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات".