استخدمت "إسرائيل" ذخائر مصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية في الغارة المميتة، التي شنتها على مخيم النازحين في مدينة رفح الأحد الماضي، وتسببت في مجزرة قتل فيها 45 نازحاً فلسطينياً، وأصيب أكثر من 200 آخرين، بحسب ما كشف تحليل أجرته شبكة "سي إن إن" لفيديو من مكان الحادث، ومراجعة أجراها خبراء الأسلحة المتفجرة.
وأظهرت لقطات حصلت عليها "سي إن إن"، أجزاء كبيرة من المخيم في رفح وهي تحترق، حيث حاول عشرات الرجال والنساء والأطفال يائسين العثور على ملجأ من الهجوم الليلي، ويمكن رؤية الجثث المحترقة، بما في ذلك جثث الأطفال، يتم سحبها من قبل رجال الإنقاذ من الحطام.
ورغم ذلك، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يغير سياسته تجاه "إسرائيل"، مما يشير إلى أن الضربة المميتة في رفح لم تتجاوز بعد الخط الأحمر، الذي من شأنه أن يجبر على إجراء تغييرات في الدعم الأمريكي، على الرغم من قوله في مقابلة مع "سي إن إن"، في وقت سابق من هذا الشهر إنه لن يسمح باستخدام أسلحة أمريكية معينة في هجوم كبير في رفح.
وحددت "سي إن إن" موقع الفيديوهات التي تظهر الخيام المحترقة في أعقاب الضربة على مخيم النازحين داخليا المعروف باسم "مخيم الكويت للسلام 1"، وفي مقطع فيديو تم مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي حددت "سي إن إن" موقعه في نفس المكان من خلال مطابقة التفاصيل بما في ذلك لافتة مدخل المخيم والبلاط على الأرض، يظهر ذيل قنبلة "GBU-39" صغيرة القطر أمريكية الصنع، وفقًا لأربعة خبراء في الأسلحة المتفجرة قاموا بمراجعة الفيديو لـ "سي إن إن".
وأوضح خبير الأسلحة المتفجرة كريس كوب-سميث، أن القنبلة GBU-39""، التي تصنعها شركة بوينج، هي ذخيرة عالية الدقة مصممة لمهاجمة أهداف ذات أهمية استراتيجية، وتؤدي إلى أضرار جانبية منخفضة. ومع ذلك، فإن استخدام أي ذخيرة، حتى بحجمها، ينطوي دائمًا على مخاطر في منطقة مكتظة بالسكان.
من جانبه، بين تريفور بول العضو السابق في فريق التخلص من الذخائر المتفجرة بالجيش الأمريكي، أنه على الرغم من وجود متغير من "GBU-39" يسمى ذخيرة الفتك المركز، الذي يحتوي على حمولة متفجرة أكبر، ولكنه مصمم للتسبب في أضرار جانبية أقل، إلا أن هذا المتغير لم يستخدم في حالة المخيم.
ولفتت "سي إن إن" إلى أن الأرقام التسلسلية الموجودة على بقايا الذخائر تتطابق مع تلك الخاصة بأحد مصنعي أجزاء "GBU-39"، الذي يقع مقره في كاليفورنيا - مما يشير إلى مزيد من الأدلة على أن القنابل صنعت في الولايات المتحدة.
وتتوافق هوية الذخيرة التي حددتها "سي إن إن" مع ادعاء أدلى به المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، العميد دانييل هاجاري، في إحاطة حول المأساة أمس، قائلاً: "إن الضربة استخدمت ذخيرتين برؤوس حربية صغيرة تحتوي على 17 كيلوغرامًا من المتفجرات، وهذه القنابل كانت أصغر الذخائر التي يمكن لطائراتنا استخدامها"، وتحتوي الرؤوس الحربية التقليدية للقنبلة "GBU-39" على حمولة متفجرة تبلغ 17 كيلوجرامًا.
وكانت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أكبر مورد للأسلحة إلى "إسرائيل"، وفقًا لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، وقد استمر هذا الدعم على الرغم من تزايد الضغوط السياسية على إدارة "بايدن" بشأن الهجوم على غزة.