
يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي معضلة غير مسبوقة مع اقتراب هجوم جديد على مدينة غزة، قادة عسكريون يكافحون لتجنيد 60,000 جندي احتياط لدعم العملية، وسط إرهاق شديد وتشكك متزايد بين الجنود حول جدوى الحرب، ويعكس هذا التردد أزمة داخلية تهدد قدرات إسرائيل العسكرية.
فبعد ما يقرب من عامين من القتال المستمر على جبهات متعددة، يعاني جنود الاحتياط الإسرائيليون من إرهاق جسدي ونفسي، وكشفت مقابلات أجرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" مع أكثر من 30 ضابطًا وجنديًا عن استياء واسع النطاق، الجنود، الذين استُدعوا مرات عديدة، ويواجهون صعوبات في التوفيق بين التزاماتهم العسكرية والحياة المدنية. الكثيرون يشككون في أهداف الحرب، خاصة مع غياب انتصارات استراتيجية ملموسة في غزة.
ويعيق هذا التردد جهود جيش الاحتلال لتجميع قوة كافية للهجوم المرتقب، والاعتماد الكبير على جنود الاحتياط، الذين يشكلون ركيزة أساسية للجيش، يجعل هذه الأزمة تهديدًا مباشرًا للاستعداد العسكري، والضغوط الأسرية والمهنية، إلى جانب انخفاض الروح المعنوية، تجعل الجنود أقل استعدادًا للعودة إلى ساحة المعركة.
وتتزامن هذه الأزمة مع تصاعد الانتقادات الدولية للعمليات الإسرائيلية في غزة، فالهجوم المخطط له يثير قلق حلفاء إسرائيل والمنظمات الإنسانية، خاصة مع استمرار احتجاز الرهائن في غزة، مما يزيد من تعقيد المشهد الداخلي، وعائلات الرهائن تخشى أن يؤدي التصعيد إلى تعريض حياة أحبائها للخطر، مما يضيف ضغطًا إضافيًا على القيادة العسكرية.
وتكشف أزمة جنود الاحتياط عن تحديات عميقة تواجه إسرائيل، سواء في قدرتها على تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق أو في الحفاظ على الدعم الشعبي، ونقص الجنود المتاحين قد يجبر القيادة على إعادة تقييم خططها، وربما تقليص نطاق العملية في غزة، فهل ستدفع هذه الأزمة نحو تغييرات جذرية في خطة إسرائيل؟